هلا وغلا ( تاج المحبة )
ألف شكر لك على حضورك
يبقى العلاج بالأعشاب يحمل نوعا من الخطورة بالرغم من ثبات نجاحها لأغلب الأمراض
ولكن يبقى العلاج الصحي المعتمد على العقاقير من أطباء مختصين افضل بكثير .
وعند بحثي عن بعض المعلومات التي تثري الموضوع وتفيد القارئ أحب اشارك بهذه المشاركة
مع خالص الشكر والتقدير لشخصك الكريم .


الفيروس الكبدي "C"
العلاج في تطور مستمر


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



من الأمراض التي تصيب الإنسان وتمتد إصابته به سنوات عدة مرض الالتهاب الكبدي (ج) أو ما يطلق عليه الأطباء الفيروس c. وقد لا يتم اكتشافه إلا بعد مضي فترة طويلة من الزمن قد تمتد إلى سنوات.
د. محمد شريف استشاري الأمراض الباطنية ومناظير الجهاز الهضمي بمركز النخبة الطبي الجراحي يشرح لنا هذا المرض وكيفية إصابة الإنسان به وأعراضه وكذلك علاجه.
في البداية يعرف د. شريف الالتهاب الكبدي (ج) وكيفية إصابة الإنسان به قائلاً: إن الفيروس ينتمي إلى مجموعة من الفيروسات تسمى FLAVIVIRIDAE التي تشمل أيضا فيروس الحمى الصفراء والدنج وهو يصيب الإنسان بطرق عدة وكلها تشمل التعرض لدم المريض أو أحد مشتقاته عن طريق وجود خدوش بالجلد أو بالأحرى عن طريق نقل الدم أو مشتقاته إلى إنسان سليم.
كما أنه أيضاً قد ينتقل عن طريق نقل الأعضاء أو الحقن عند مدمني المخدرات، وأيضاً قد ينتقل من الأم المصابة إلى الطفل أثناء الولادة، وهناك نسبة كبيرة تصل إلى 30% لم يتم التعرف على طريقة الانتقال فيها.
* ما الأعراض والأمراض الناتجة عن الإصابة بهذا الفيروس؟
- أغلب الذين يصابون بهذا الفيروس لا يعانون أعراضاً معينة، ويتم اكتشاف أي أعراض للفيروس بالمصادفة عند التحليل قبل أو عند نقل الدم وخلافه، وفي نسبة قليلة قد يعاني المريض إرهاقاً عاماً تختلف درجاته من إنسان إلى آخر، أما حدوث التهاب كبدي حاد فهو نادر الحدوث حيث تصل نسبته إلى 20% وهو مؤشر طيب يشير إلى شفاء المريض بعد ذلك. أما 80% فقد لا يشعرون بشيء سنوات عديدة. أما عن الإصابة الكبدية فهي تتراوح بين التهاب خفيف جداً يصاب به غالبية المرضى بما لا يؤثر في حياة المصاب أو التهاب متوسط يصيب عدداً قليلاً منهم أو التهاب شديد. وقد يصحب الالتهاب أيضاً درجات متفاوتة من ترسيب الألياف التي تتراكم على مدى سنوات حتى تؤدي إلى تليف كبدي.

* كم يستغرق حدوث التليف الكبدي بعد الإصابة وما نسبته؟
- هذا السؤال مهم جداً؛ لأنه يهم معظم المرضى، فأولاً يستغرق حدوث التليف من 17-20 سنة في المتوسط بعد الإصابة بالفيروس C، وقد يحدث التليف في فترة تصل إلى 40 سنة في حالات كثيرة. ومن هنا تأتي خطورة الإصابة في سن مبكرة وأهمية الكشف عنها وعلاجها في الأطفال والشباب. أما في البالغين (من 20-40 سنة) فهي السن الأكثر عرضة للإصابة نتيجة التعرض لميكروب المرض؛ لذا يجب الاهتمام بهذه السن ومحاولة اكتشاف المصابين بسرعة حيث فرص النجاح أكثر في حالة اكتشافه مبكراً، كما أن السن هي الأهم من الناحية الاقتصادية وهي السن النشطة التي تحتاج إلى الرعاية الصحية بشدة.
أما عن نسبة حدوث التليف، فهي تتراوح في الدراسات المختلفة ما بين صفر و20% على مدى 20 عاماً، أي على أقصى تقدير مريض من كل 5 مرضى قد يصابون بالتليف بعد عشرين عاماً، ومع الرعاية الصحية والعلاج قد يؤخر حدوث التليف إلى ثلاثين عاماً أو أكثر.
* وماذا عن التليف؟ وكيف يؤثر في المريض؟ وكيف يتعامل معه؟
- أولاً التليف لا يعني نهاية المطاف؛ فهو في بدايته لا يؤثر في حياة المريض كثيراً، وبالرعاية الطبية يمكن للمريض أن يزاول حياته بطريقة طبيعية قد تصل إلى 10 سنوات وأكثر (تصل في بعض الحالات إلى 20 عاماً)، ولكن يجب متابعة الاستشاري المتخصص دورياً للاطمئنان على الحالة وعلى وظائف الكبد، وهذا النوع من المرض يسمى التليف المستقر، أما بعض الحالات فقد يحدث تدهور سريع لوظائف الكبد لدى تلك الحالات وتحدث عنه مضاعفات مثل الاستسقاء والغيبوبة الكبدية والنزيف المعوي، وهذا النوع يسمى التليف غير المستقر، وهو النوع الذي يستدعي الرعاية الطبية المستمرة التي قد تصل في بعض الحالات إلى زراعة الكبد.
* وماذا عن العلاج بالنسبة إلى الفيروس؟
- إن علاج الفيروس (C) في حالة تطور مستمر، ونأمل أن يستمر حتى يصل إلى أعلى درجة، ففي البداية يعتمد العلاج على عناصر عدة أولها ضرورة اكتشاف المرض مبكراً قبل حدوث التليف، وأن يكون وزن المريض مثالياً، وأن يكون اكتساب الفيروس قد حدث منذ فترة قصيرة ولم يمر عليه سنوات طويلة، وأن يكون هناك التهاب بالكبد، وأن تكون نسبة الفيروس في الدم ضعيفة أو متوسطة حسب المقاييس المتفق عليها.
ويجب أن نعلم أن نسبة صغيرة من الذين يكتسبون المرض (15%-20%) هم فقط الذين يتخلصون من الفيروس تلقائياً، ومن هنا يجب محاولة العلاج في كل المرضى الذين يكتسبون المرض، أي الحالات الحادة والمزمنة أيضاً؛ لأن نسبة النجاح في الحالات الحادة والمبكرة غالباً ما تكون أكيدة. ومن أساليب علاج الفيروس أيضاً ضرورة عمل عينة من الكبد للتأكد من عدة أشياء منها:
- أن يكون هناك التهاب أكيد؛ لأن كثيرا من الحالات يكون الالتهاب بسيطاً جداً بما لا يستدعي العلاج.
- أن لا يوجد تليف شديد بالكبد؛ لأن نسبة النجاح أقل والمضاعفات أكثر.
- كما يجب أن يتم عمل الفحوص الموصى بها للتأكد من عدم وجود ما يمنع إعطاء العلاج ومنها النوع الوراثي للفيروس.
- أما عن نسبة نجاح العلاج فقد تحسنت كثيراً مع تطور العلاج من استخدام الانتروفيرون العادي القديم حيث كانت نسبة النجاح ما بين 10-22% إلى العلاج بالانتروفيرون طويل المفعول بالإضافة إلى الريبافيرن الذي تصل نسبة النجاح فيه إلى 80% في النوع 2، وإلى 56% من النوع 1، أما النوع رقم 4 والمنتشر بالشرق الأوسط فالدراسات الأولية تشير إلى نسبة نجاح نهائية تصل إلى أكثر من 60%.
* هل هناك في المستقبل أمال أخرى لمرضى الفيروس (س)؟
- نعم دائماً الأمل موجود وإن شاء الله سيكون سريعاً، والتقدم ينحصر أساساً في طريقين: الأول: هو البحث عن تطعيم ضد الفيروس، وهذا الطريق ما زال أمامه عدة عقبات.
الطريق الثاني: هو تطوير العلاج واستخدام أنواع أخرى من الأدوية عن طريق الفم، التي تعمل بطرق مختلفة كمثبطات انزيم البولي ميراز وغيرها أو أدوية منع التصاق الفيروس بالخلايا الكبدية وغيرها.
* هل هناك تعليمات خاصة بالتغذية في هذا المرض؟
- أنصح المرضى المصابين بالفيروس بأن تكون تغذيتهم مثالية ومتوازنة حسب التعليمات الغذائية العالمية، ولا داعي لمنع الدهون أو اللحوم كما قد يظن البعض، ولكن هناك حالات فريدة تستدعي تجنب بعض أنواع الأطعمة، فمثلاً مريض النقرس يتجنب البروتين الحيواني ويستبدله بالأسماك.
- وفي بعض الحالات الشديدة التي تعاني غيبوبة كبدية أو استسقاء يجب العودة إلى الطبيب لتحديد التعليمات الخاصة بالتغذية.
د.محمد شريف
استشاري الأمراض الباطنية ومناظير الجهاز الهضمي