تفسير حديث ( إنَّ مِن إجلال الله ... )
ما صحة ومعنى الحديث التالي :
عن أبي موسى رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن مِن إجلال الله تعالى إكرامَ ذي الشيبة المسلم
وحاملِ القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه
وإكرامَ ذي السلطان المُقسط )
***
يروي هذا الحديث الصحابي الجليل أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ : إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ
غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ )
رواه أبو داود (4843) وحسنه النووي في "رياض الصالحين" (رقم/358)
والذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/565) ، وابن مفلح في "الآداب
الشرعية" (1/434) ، والعراقي في "تخريج الإحياء" (2/245)
وابن حجر في "تلخيص الحبير" (2/673)
والشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" .
جاء في "عون المعبود بشرح سنن أبي داود" (13/132) :
" ( إِنَّ مِن إجلالِ الله ) أي : تبجيله وتعظيمه .
( إكرام ذي الشيبة المسلم ) أي : تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام
بتوقيره في المجالس ، والرفق به ، والشفقة عليه ، ونحو ذلك
كل هذا مِن كمالِ تعظيم الله ، لحرمته عند الله .
( وحاملِ القرآن ) أي : وإكرام حافِظِهِ
وسماه حاملا له لِما يَحمِل لمشاق كثيرة
تزيد على الأحمال الثقيلة ، قاله العزيزي .
وقال القارى: أي : وإكرام قارئه ، وحافظه ، ومفسره .
( غيرِ الغالي فيه ) أي : في القرآن .
والغلو : التشديد ومجاوزة الحد ، يعني : غير المتجاوز الحد في العمل به
وتتبع ما خفي منه واشتبه عليه من معانية
وفي حدود قراءته ومخارج حروفه ، قاله العزيزي .
( والجافي عنه ) أي : وغير المتباعد عنه ، المعرض عن تلاوته
وإحكام قراءته ، وإتقان معانيه ، والعمل بما فيه .
وقيل : الغلو : المبالغة في التجويد ، أو الإسراع في القراءة
بحيث يمنعه عن تدبر المعنى .
والجفاء : أن يتركه بعد ما علمه ، لا سيما إذا كان نسيه ، فإنه عُدَّ مِن الكبائر .
قال في النهاية : ومنه الحديث ( اقرؤوا القران ولا تجفوا عنه ) أي :
تعاهدوه ولا تبعدوا عن تلاوته بأن تتركوا قراءته
وتشتغلوا بتفسيره وتأويله .
ولذا قيل : " اشتغل بالعلم بحيث لا يمنعك عن العمل ، واشتغل بالعمل بحيث لا يمنعك عن العلم " .
وحاصله أن كلا من طرفي الإفراط والتفريط مذموم
والمحمود هو الوسط العدل المطابق لحاله صلى الله عليه و سلم
في جميع الأقوال والأفعال .
كذا في "المرقاة شرح المشكاة" .
( وإكرام ذي السلطان المُقسط ) بضم الميم .
أي : العادل " انتهى مِن "عون المعبود" .
والله أعلم .
المصدر: موقع "الإسلام سؤال وجواب"