القيم والمعاني في مناسك الحج
الحج عبارة عن مجموعة من المناسك والشعائر وجملة من الأفعال والأقوال..
تنتظم جميعها في أُطر زمنية ومكانية محددة لتجسد بمجموعها معنى تعبدياً
وعملاً تربوياً يساهم في بناء شخصية المسلم ويعمل على إعادة تنظيمها
وتصحيح مسيرتها في الحياة ويسدد وجهتها ومسارها إلى الله.
فعبادة الحج بصيغتها العامة من الأقوال والأفعال
التعبدية التي يمارسها الحاج توحي للنفس بمعانٍ
كثيرة فتشعرها بجلال الموقف وروعة الخشوع
والعبودية لله سبحانه وتزرع فيها مكارم
الاخلاق،وتقودها إلى استقامة السلوك وحسن المعاشرة.
ففي كل فعل، ونداء، ومناجاة في مناسك الحج؛ رمز
يوحي إلى النفس بمعنى، وأداء يعبِّر عن سرّ وغرض
تستوحيه النفس في تعاملها معه.
فالإحرام، والتلبية، والطواف، والسعي، والوقوف بعرفات... الخ
كلّها أفعال ذات مغزى ومشاعر ذات معنى عميق
يجب أن يحسّها الحاج، ويتمثّل معانيها.
لذا كانت قيمة الحج التعبدية وآثاره التكاملية على النفس والسلوك
لا تتحقّق بالممارسة الميكانيكية الميتة والخالية من استلهام المعاني
والقيم الكامنة خلف الممارسات الشكلية بل يحقق الحج أهدافه
بوعي الحاج وتفاعله نفسياً وفكرياً مع كل فعل يقوم به
أو نداء يطلقه أو مناجاة يردِّدها
وإلاّ فالحاج سائح يتجوّل في عالم لمشاهد والآثار
لم يحقِّق من أهداف الحج شيئاً، ولم تنطبع على صفحة نفسه منه عبرة.
وكم كان عميقاً وعي أُولئك الأتقياء لمداليل الحج وأهدافه
رزقنا الله واياكم حج بيته الحرام
وجعلنا الله ممن يملكون الوعي العميق لفهم مضامينه ومستوحياته
م
ن