ألقيت بأشرعتي البالية في اليم وأبحرت نحو جزر الأحزان
وبرياحي نفخت .. طارت الأمواج مغرورة ورفرفت،
تناثرت على سرب من العواصف حتى تدحرجت..
تمادى السحاب بوقاحة وغطاني..
أصبحت كالثلج أرتجف ، أضحيت كالنار محموم أرتعش
ومن ناري زينت المحيط وتلوت للماء أشعاري..
أنا مركب متكسر الأضلاع ، متأمل ..
وعندي من الشوق ما يملأ البحار .
أنا مركب هالك في الماء ..
وعندي من القوة لأغرق الشمس والأقمار .
ألقيت بأسماكي لألاحق عرس حورية ..
مهرها من اللؤلؤ والمرجان ؟
لكن ساريتي لها هدية قد شمخت في وجه البرق والأمطار..
غنى لها الحوت بفخر على أوتار التيار ..
فكان من نبض عرقي دف يرقصها ،
وبعيني ملأت البحر بالأنوار ..
نحو الغموض .. هذا هو شعاري ..
أسير الماء والسحر والأسرار ..
مرّ طير يسخر من أشرعتي الممزقة، ضحكت ولم أبالي ..
غدا ً يقص الدهر جناحه ويبكي على ساريتي
غدا ً سيأتي دوما ً يجر الشمس وراءه ويتبع خيالي ..
ويحلق نحوي طير مثلك ليحتمي بظلالي .
مشيت على الملح فلمس جراحي .. تراه يشفيني أم يزيد انجراحي ؟
أنا المركب التي ما زالت تبحر ... أنا أسير الماء .. أسير انبهاري.