بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على خير ولد عدنان وآله وصحبه ومن سار على نهجه بإحسان .
حج بيت الله الحرام ركن من أركان الإسلام لقوله تعالى (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إليه سبيلاً) .
وقوله } بني الإسلام على خمس شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا {. فالحج واجب على كل مسلم مستطيع مرة واحدة في العمر .
والاستطاعة هي : أن يكون صحيح البدن يملك ما يصل به إلى مكة حسب حاله ويملك زادا يكفيه ذهابا وإيابا زائداً على نفقات من تلزمه نفقته .
ويشترط للمرأة المحرم لحديث ( لا تسافر المرأة ثلاثا إلا مع ذي محرم ) متفق عليه من حدي ابن عمر .
والمسلم مخير بين أن يحج مفردا أو قارنا أو متمتعا وهذا من حكمة الله تعالى وتسهيله على عباده لئلا يُحرِّج عليهم، فالإفراد أن يحرم بالحج وحده , والقران أن يحرم بالحج والعمرة بنية واحدة , والتمتع هو أن يحرم بالعمرة خلال أشهر الحج ( شوال وذو القعدة وذو الحجة ) ثم يحل منها ثم يحرم بالحج بنفس العام . وسمي تمتعاً لأن الإنسان يتمتع فيه بما أحل الله له بين النسكين العمرة والحج.
والذي عليه الأدلة الصحيحة والصريحة أن هذا النسك (التمتع) هو أفضل الأنساك الثلاثة، ويدل على ذلك:
- أن الله تعالى نص عليه في القرآن فقال: {فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} (سورة البقرة:196).
- وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به من لم يسق الهدي من أصحابه لما طافوا وسعوا أن يجعلوها عمرة، وتمنى أن يوافقهم لولا أنه قد ساق الهدي فقال: ((لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، ولولا أن معي الهدي لأحللت)) البخاري (1568) واللفظ له، ومسلم (1216)، وهو صلى الله عليه وسلم لا يخـتار لهم فيأمرهم إلا بالأفضل، ولا يتأسف إلا على الأفضل، وأحاديث التمتع متواترة رواها أكابر الصحابة.وقد قال بأفضليته الحنابلة ، وبذلك أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة،والشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله؛ وغيرهم للأسباب السابقة، مع إجماع كل العلماء على جواز اختيار أي نسك من الثلاثة بلا كراهة. والتمتع أفضل في حق من لم يسق الهدي، ويتأكد أكثر في حق من لم يأت بعمرة من قبل .
إذا وصل المسلم الميقات يستحب له أن يغتسل عند إحرامه لقول عائشة tا ( كنت أطيب رسول الله لإحرامه قبل أن يحرم )
ويستحب أيضا تقليم أظافره وحلق عانته وإبطيه .
وقد ورد في صحيح البخاري ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) وقد يقول قائل ويسأل سائل هل كل من حج له هذا الفضل العظيم ؟!! فنقول إن البخاري – رحمه الله – أورد هذا الحديث في باب فضل الحج المبرور فان الفضل لأصحاب الحج المبرور فقط . والمبرور عند أهل اللغة المقبول لقول ابن خالويه . وقال السندي في حاشيته :
الحجة المبرورة هي التي لا يخالطها إثم مأخوذة من البر وهو الطاعة .
وقيل هي المقبولة بالبر والثواب واغلب أقوال أهل العلم متقاربة من هذا المعنى والله اعلم .
عشر ذي الحجة
ولعشر ذي الحجة فضل عظيم قال تعالى : (وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) قال ابن كثير – رحمه الله – المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم . وعن ابن عمر t : عن النبي e : (( ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب اليه العمل فيهن م هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )) رواه أحمد .
مما يستحب فعله في عشر ذي الحجة
- الإكثار من الأعمال الصالحة عموما لقوله صلى الله عليه وسلم " ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. ومن الأعمال الصالحة التي غفل عنها بعض الناس : قراءة القرآن وكثرة الصدقة، والإنفاق على المساكين، والأمر بالمعروف والنهـي عن المنكر وغيرها.
ومما يستحب فعله في هذه الأيام المباركة الصلاة كما روى ثوبان انه سمع النبي e يقول( عليك بكثرة السجود .. ) الحديث رواه مسلم , وفي كل وقت .
الصيام : فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي e قالت ( كان رسول الله e يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام م كل شهر ) رواه احمد وأبو داوود والنسائي . وقال النووي عن صيام العشر انه مستحب استحبابا شديدا .
التكبير والتهليل والتحميد :
، ورفع الصوت بذلكفيشرع للمسلم في هذه الأيام ويستحب له أن يكثر من التكبير لله قال الله تعالى:{ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ }والأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة كما ذهب إلى ذلك جمهور أهل العلم.
لما ورد في حديث ابن عمر الآنف الذكر ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) .
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ، وَالأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ)؛ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا. أخرجه البخاري في صحيحه معلقاً (1/329).
والتكبير نوعان :
المطلق: هو أن يكون من أول العشر إلى نهاية أيام التشريق.
وأما المقيد: فيبدأ من بعد صلاة الفجر من يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق على الصحيح، وهو مقيد بأدبار الصلوات المكتوبة.
من صيغ التكبير :
أما صيغ التكبير فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغة معينة في التكبير، وإنما ثبت عن صحابته رضي الله عنهم في ذلك عدة صيغ منها:

الصيغة الأول: قول( اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً)
الصيغة الثانية: قول( اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ).
الصيغة الثالثة: قول( اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ وأجَلُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ) .

والصيغ هنا ثابتة عن :
الاولى : سلمان الفارسي t
الثانية : ابـن مـــــــســعــــــود t
الثالثة : ابــــن عــــــــبـــــاس t
ملحوظة: ليُعلم أن الأمر في التكبير واسع، وذلك لعدم وجود نص ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم يحدد صيغة معينة، وما دام الأمر كذلك فللمسلم أن يكبر بأي صيغة من صيغ التكبير حتى لو لم تكن فيما ذكر .
جمعت ما تيسر لي وحاولت اختصاره واعتذر عن الاطاله ونحن الذين لم ذهب الى الحج الافل لنا محولة تطبيق ما جاء في العشر والله تعالى اعلم واحكم ..
اللهم إنا نسألك العلم النافع والعمل الصالح والفقه في الدين وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين ..

جمع الفقير الى ربه
المهند الشبيلي – صوت الحق