( 6 )
غزوة بني سُلَيم بالكُدْر
انتهزت بعض القبائل حول المدينة الفرصة بسبب انشغال المسلمين في حربهم مع المشركين واليهود ، فأرادت أن تشن الحرب على المسلمين في ديارهم ، إلا أنه وبعد وصول الأنباء إلى النبي صلى الله عليه وسلم , بأن "بني سليم" من قبائل غطفان حشدت قواتها لغزو المدينة ، سار إليهم في مائتي راكب وذلك في شوال سنة 2هـ بعد بدر بسبعة أيام .
وقد استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة سِبَاعَ بن عَرْفَطَةَ.
وعندما وصل المسلمون منازل بني سليم في موضع يقال له "الكُدْر" وهو موضع في بلاد بني عامر بن صعصعة ، فرّ بنو سليم ، وتركوا في الوادي خمسمائة بعير أخذها المسلمون غنيمةً ، وقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المجاهدين بعد إخراج الخُمس ، فكان نصيب كل رجل بعيرين .
ولم يكن هناك أسرى سوى غلاماً يقال له : "يسار" أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم رجع المسلمون إلى المدينة منتصرين غانمين بعد بقائهم في ديار القوم ثلاثة أيام .
فكانت هذه الغزوة درساً قوياً ، ورسالةً واضحةً لكل من تسول له نفسه من القبائل الحاقدة والمريضة النيل من الإسلام ودولته الفتية .
ويستفاد من هذه الغزوة ضرورة التحري لمعرفة أخبار العدو ومخططاته قبل تنفيذها ، فذلك يخدم المسلمين ويُمهد لهم السبيل لإحباط مخططات أعدائهم ، ومما يستفاد أيضاً أهمية وضع الخطط العسكرية لمباغتة العدو في عُقر داره قبل تحركه ، ونقل المعركة إليه .
ولا ننسى-علاوة على ما سبق- خلق النبي الكريم ، وسماحته وكرمه ؛ حيث أطلق سراح الغلام وأعتقه .
قال ابن إسحاق : فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقم بها إلا سبع ليال ( حتى ) غزا بنفسه يريد بني سليم .
قال ابن هشام : واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري أو ابن أم مكتوم .
قال ابن إسحاق : فبلغ ماء من مياههم يقال له الكدر ، فأقام عليه ثلاث ليال , ثم رجع إلى المدينة ، ولم يلق كيدا ، فأقام بها بقية شوال وذا القعدة وأفدى في إقامته تلك جل الأسارى من قريش .
0
0
0
في كتاب الرحيق المختوم
أول ما نقلت استخبارات المدينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد بدر أن بني سليم وبني غَطَفَان تحشد قواتها لغزو المدينة، فباغتهم النبي صلى الله عليه وسلم في مائتي راكب في عقر دراهم، وبلغ إلى منازلهم في موضع يقال له: الكُدْر. ففر بنو سليم، وتركوا في الوادي خمسمائة بعير استولي عليها جيش المدينة، وقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إخراج الخمس فأصاب كل رجل بعيرين، وأصاب غلاما يقال له: (يسار) فأعتقه.
وأقام النبي صلى الله عليه وسلم في ديارهم ثلاثة أيام، ثم رجع إلى المدينة.
وكانت هذه الغزوة في شوال سنة 2 هـ بعد الرجوع من بدر بسبعة أيام، أوفي المحرم للنصف منه، واستخلف في هذه الغزوة على المدينة سِبَاع بن عُرْفُطَة. وقيل: ابن أم مكتوم.
0
0
0
يتبع