مما لا شك فيه إن شعور الفرد بحريته يبعث في داخله الراحة التامة والرضا بالذات
لكن نحن هنا أمام سؤالا مهما : ما الحرية التي نريدها ؟
وهل كل شيء يحق لنا فعله بحجة الحرية وهل حريتنا لها حدود لا ينبغي تجاوزها
وماذا نفعل إذا تعارضت حريتنا مع حقوق الآخرين ومصالحهم ، وكيف نتصرف
إذا أصبحت حريتنا سلبية الأثر علينا وعلى غيرنا ؟
مثل هذه الأسئلة وغيرها تجعلنا نقف وقفة صادقة امام انفسنا وتجبرنا على تحكيم
عقولنا وعدم الرضوخ والانصياع لعواطفنا ونزواتنا وامانينا .
نعم نريد الحرية ونبحث عنها لكن بشرط عدم مخالفتها لشرعنا وعدم معارضتها
لعاداتنا وتقاليدنا واخلاقنا .
نعم نطالب بالحرية ولكن تلك الحرية التي يحكمها العقل ولا ترضخ لمجرد النزوات والشهوات
مما يجعلنا ننزلق في العديد من المستنقعات .
تبقى الحرية حق مشروع لكل مخلوق لكن بشرط عدم تجاوزها الحدود وتطاولها على حقوق الآخرين
نريد حرية تعزنا وتشرفنا وتكسب احترام الجميع وتقديرهم لنا .
لذلك فالحريَّة الإنسانيَّة هي مزيج من تأكيد الذات ومن الانفتاح على الغير
وعلينا أن نتذكر إنه لا تنطلق الإرادة البشريَّة من حريَّة مطلقة غير مشروطة. فالإنسان لا يستطيع أن يقرِّر ويحقِّق كل ما يريد. فهناك حدود يجدها في ذاته ويدرك ضرورة الخضوع لها .
شكرا لك ( خزامى )