خرافات
*****
حدثنا يونس أخبرنا حماد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ ثم أتى الجمرة الوسطى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ ثم أتى الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق قال لأبيه يا أبت أوثقني لا أضطرب فينتضح عليك من دمي إذا ذبحتني فشده فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه نودي من خلفه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا
هناك سلوكيات خاطئة تبعد بكل المقاييس عن روح الإسلام وعن مقاصد هذا الركن العظيم ومن ذلك التزاحم والتقاتل الشديد على رمي الجمرات مثلا إلى الحد الذي نجد فيه بعض الحجيج يتساقطون تحت الأقدام من عنف اندفاع البعض عند رمي الجمرات مما يؤدي إلى إزهاق أرواح الأبرياء ومن خرجوا طلبا لمثوبة الله وابتغاء رضوانه.
يقترح باتساع المدة فقد يكون من بين وسائل العلاج لذلك أن يبدأ الحاج رمي الجمرات بعد صلاة الفجر وتكون المدة مفتوحة حتى نمنع ونصون أرواح الحجيج الضعفاء الذين يحرصون على رمي الجمرات بأنفسهم ولا يجوز القول بأن التوسعة على الحجيج في رمي الجمرات لم يفعله الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن ما روي عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان رفيقا بالحجيج فعندما كان يحكي له بعض الحجيج عن أنه قدم شعيرة على أخرى فيقول افعل ولا حرج لا بأس لأن الضرورات تبيح المحظورات والضرورة هنا هي دفع القتل وإزهاق الأرواح عن بعض الحجيج وهو ما يحرص عليه الإسلام غاية الحرص.
ما المقصود برمي الجمرات الثلاثة على ثلاثة أيام متوالية رغم أننا رجمناها في يوم العيد؟ وما المقصود برمي الجمرة الصغرى ثم الوسطى فالعقبة؟ ولماذا اشترط المبيت بمنى حين رمي
1- الجمرة الصغرى هي جمرة المجتمع، فلقد كفر سيدنا إبراهيم بما وجد عليه آبائه وسعى ليحصل على المعنى الحقيقي للعبودية، وقد رفض هذه الأصنام كونها لا تعبر عن واحدية الخالق، وكونها لا تملك من مقومات القوة ما يؤهلها لتكون آلهة، وكونها لا تؤثر بشكل مباشر على حياته من حيث الرزق والنصرة وما إلى ذلك...وبهذا رمى ثلاثا أول صنم (جمرة) كان الشيطان يضل بها الكثير من الناس.
2- الجمرة الوسطى هي جمرة العقل، فكثيرا ما يؤدي العقل إلى الضلال إذا ترك يعمل وحده، وقد استطاع سيدنا إبراهيم بهدي من الله أن يحصل على اليقين العقلي عبر مطالعة حقيقة الخلق وضرورة واحدية الخالق، وقد رماه في ثلاثة مواضع بثلاثة براهين عقلية:
أ- أولها إظهار الله له ملكوت السماوات والأرض وعظمة خلقها وعجز الآلهة المزعومة عن القيام بمثل هذا الخلق.
ب- وثانيها تلقينه الحجة في مناظرته لنمرود في كون الإله الحق قادر على التصرف في ملكوته مما تعجز عنه الآلهة المزعومة.
ج- وثالثها القدرة على منح وسلب الحياة مما تعجز عنه تلك الآلهة.
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(260) البقرة
وقد لخص هذه النتائج الثلاثة دعاء النبي يوم عرفة:
حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
فالله واحد في تدبير ملكه، واحد في رزقه، واحد في خلقه.
3- الجمرة الثالثة هي جمرة النفس، وهي الأهم وهي مناط رحلة الحج، وقد رجمها في ثلاثة أماكن مختلفة:
أ- عندما لم يخف من نمرود وكان واثقا من معونة الله له حتى وهو يلقى في النار.
ب- عندما لم يخف على أهله وترك زوجته وولده الرضيع في واد غير ذي زرع امتثالا لأمر الله
ج- عندما لم يتردد في الامتثال لرؤية رأى فيها أنه يذبح ابنه الأكبر إسماعيل
*********
منقوووووووووووووووووووووووووووووووول