ولا بزفرة واحدة
بينما كان رجل في الطواف يحمل أمه. ويطوف بها حول الكعبة المشرفة. سأل النبي صلي الله عليه وسلم هل أديت حقها؟
فقال صلي الله "لا . ولا بزفرة واحدة".
الموقف ورد في حديث اخرجه الحافظ أبوبكر البزار في مسنده بإسناده عن بريدة عن أبيه.
* خص الله المرأة بامتياز عظيم لم يحظ به رجل قط. إنه امتياز الأمومة. فالأمومة هبة عطاء من المولي عز وجل. إنها بحر من الحنان يتدفق. ونبع فياض بالمشاعر الودود. والعواطف النبيلة. تحمل الأم بين ضلوعها الأمل. تنتظره وتترقب لحظة ميلاده. تحمله وهنا علي وهن. لكنها المعاناة المحببة والألم الذي تسعد به. لأنها بعد لحظات ستضيف للحياة مولودا جديدا. أملا جديدا. عقلا جديداً.
ويستمر عطاء الأمومة لوليدها ترضعه حباً وحناناً. ودفئاً ورعاية. تحسه ويحسها. تسعد به ويسعد بها. لتجسد للدنيا أنبل علاقات الحب الطاهر. حب الأم لوليدها. إنه لحب عظيم له قدره عند الله عز وجل. لقد جعله الله طريقاً إلي الجنة. فدعاء الأم لوليدها في مقدمة الدعوات المستجابة. ومن هنا استحقت الأم كل التكريم لأنها أعطت بحب.
فإذا امتدت بها الأيام. وغربت شمس العمر. وأدركتها الشيخوخة. كان حقاً علي الأبناء أن يبالغوا في إكرامها وفي البر بها. كيف لا والله سبحانه وتعالي قد قدمها في البر وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات.
ولا يحسب أحدنا بمبالغة إكرامها في الكبر أنه قد وفي الأم حقها. ويؤكد هذه الحقيقة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم لما رأي رجلاً من أصحابه يحمل أمه علي كتفه. يطوف بها حول الكعبة في موسم الحج وسأل الرجل رسول الله صلي الله عليه وسلم يا رسول الله : هل أديت حقها؟
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "لا ولا بزفرة واحدة!!".