مسلسل الحقد الفارسي على العرب متواصل
الحبيب الأسود:
عندما صرح أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، بأن الموجود في إيران هو دين محمد العربي الهاشمي المكي القرشي التهامي المضري- عليه الصلاة والسلام-، وبأن مؤسس الجمهورية الإسلامية هو عربي ابن عربي ابن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وبأن الإمام الخامنئي قرشي هاشمي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن علي بن أبي طالب وابن فاطمة الزهراء، وهؤلاء عرب، رد عليه المتعصبون الفرس بتعليقات مؤلمة تصب جميعها في شتم العرب ووصفهم بأبشع النعوت، كالهائمين في البوادي والصحاري وفاقدي الحضارة وآكلي السحالي..
ويدرك حسن نصر الله قبل غيره أن العنصرية الفارسية تتجسد اليوم في أعلى درجات أوارها، وأن من قال عنهم بأنهم عرب يرفضون الحديث باللغة العربية رغم إجادتهم لها، ويحتقرون الجنس العربي، ويشوهون تاريخ العرب ويسيئون إلى رموز الأمة وإلى أبطالها التاريخيين، ويحتلون أراضي عربية، ويمنعون مواطنين عربا من حمل الأسماء العربية ورفع الشعارات القومية والحفاظ على هويتهم الثقافية الحضارية.
قال الصحفي الفرنسي والدبلوماسي إيريك لورو الذي يتحدث العربية، إنه كان يحاور بها صديقه الإمام الخميني خلال إقامته في باريس، وعندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران، سافر إلى طهران والتقى بالخميني لإجراء حوار معه، ولكنه فوجئ بزعيم الثورة يستجلب معه مترجما ويتحدث باللغة الفارسية، ويرفض الحديث بالعربية التي كانت لغة الحوار بينهما، وهنا يقول إيريك لور إنه أدرك منذ ذلك اليوم أن الثورة الإيرانية ثورة قومية فارسية وليست إسلامية..
وواضح أن شوفينية النظام القائم في طهران تعتمد بالأساس على معاداة العرب في الداخل الإيراني، حيث يخضع إقليم الأحواز العربي إلى الاحتلال منذ 85 عاما، وفي منطقة الخليج حيث يتواصل احتلال الجزر الإماراتية منذ العام 1971، وتتأكد الأطماع الفارسية في البحرين والكويت، ويستمر التدخل السافر في العراق، ويزداد وقع الفتنة الطائفية بين مكونات الأمة الإسلامية، وحتى عندما يدعو المرشد الأعلى إلى عدم المس برموز أهل السنة مثل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأم المؤمنين عائشة "رضي الله عنهم"، فإنه يثبت بذلك إيمانه وإيمان تابعيه بأن هؤلاء رموز لطائفة من المسلمين ولا يعنون شيئا لأتباع التشيع الفارسي من الفرس والعرب وغيرهم.
وآخر تجليات الحقد الإيراني على العرب دعوة السفير الصيني في طهران لإبلاغه احتجاجا رسميا على استخدام عبارة الخليج العربي بدلا من الخليج الفارسي في حفل افتتاح الألعاب الآسيوية ببكين، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن هذا الاسم وهمي ومزيف، ويؤدي إلى استياء المسؤولين الإيرانيين والشعب الإيراني.
يبقى أن هناك من العرب من ما زالت لديهم طاقة للدفاع عن المشروع التوسعي الإمبراطوري الفارسي، وما زالوا قادرين على مخادعة أنفسهم وأمتهم، وهم يدركون حقيقة ما تقوم به إيران ضد العرب والعروبة في الأحواز، والجزر الإماراتية، والعراق والخليج، ومن تدخل سافر في كل الأقطار العربية دون استثناء.. بل ما زال هناك من يدعي أن ما يوجد بإيران حضارة إسلامية وثورة إسلامية، وأن خامنئي عربي ابن عربي، والخميني قرشي من بني هاشم.. كما جاء في تصريح سابق لحسن نصر الله .