بالنسبة لي سأقول ما يلي:
سأصرخ في وجه من لي حق عليهم ... وأنتمي إليهم, سأخاطبكم يا عرب .... وإن أعرضتم !!!
يا من لم يبقى من عروبتكم وتراثكم إلا أسماء وعناوين ترددونها في مناسبات معينة ... ثم تخلعونها كأحذيتكم البالية ...
لن أطالبكم بحقن دماء الفلسطينيين ... واحترام إنسانية الآدميين ... أو إنقاذ العراق من جحيم يعانيه ... وحرمان لوّن أفقه بقلق لا يرحم ... لن أسألكم عن تلك الغمامة السوداء التي سدّت أفق هذه الأمة .....فباتت في الشمس لا مكان لها سواه ...بل ولا تريد غيره !!
يا عرب ... !!
إنكم موتى بلا قبور ... تتعثرون بأذيال الخيبة والفشل ... تلهثون وراء الصراعات والنزاعات فيما بينكم ... وتنكّبون على الرذيلة انكباب الكلاب على بقايا الطعام وفتات الموائد ...
وإني على يقين ... بأن مخاطبة العالم من على منبر الأمم المتحدة أمر ليس مستحيل ... بل أكثر من ذلك !
واعلم أيضاً .. أن كلمات العتاب هذه ... لها خفقاً عنيفاً يهزّ أضلاع كل عربي ....... وحتى لو بقيت تلك الكلمات ترتجف في حلقي ... ثم تساقطت واحدة تلو الأخرى إلى صدري فإن عتابي سيسمعه كل من يشاهد النساء تذبح .. والأطفال تشرّد ... والأوطان تغتصب ... لأن تلك المشاهد والوقائع تلّخص ما وصلنا إليه اليوم ... وكيف أصبح الإنسان مهاناً ....ودمه رخيصاً ..!!!
ويكفي أن أقول لكم:
لو تصافحت نفوسكم كما تتصافح أيديكم ... لقضيتم على عوامل الفرقة ... ولو لبستم أكمل الأخلاق كما تلبسون أفخر الثياب لكنتم أجمل أمة على ظهر الأرض ...
ولو كبرت قلوبكم كما تكبر ألسنتكم على بعضكم البعض ....لغيّرتم وجه التاريخ ....!!
ماذا لو قدر لك أن تقف على منبر الأمم المتحدة .. وتخاطب العالم .. أي كلام ستقوله ؟
بانتظار خطابك على منبر الأمم المتحدة ...