إقلب الصفحة...
آه /آه
طعنت يا أبي
ولم أستطيع أن أسامحهم
مزقوا حلم البراءة
أشعلوا فتيل الوجع
طعنت وكانوا غاضبين ..
كانوا هم في شك ..
وكنت أنا في يقين ..
ظلمونا بعدك
من أعتبرتهم إخوانك
أصدقائك
أخذوا كل شيء
إستغلوا فرصة غيابك الأبدي
أيام وليالي
نمت أتلحف الوجع
لكن عين الرحمن لا تنام ..
ألا يكفيني ؟!
ألا يكفيني ما أعيشه من حرمان
والله يا أبي فقدت بعدك الحنان
فقدت الأمان
أقسمت يا أبي
لن ينقص أولادك شيء بعدك
بإذن الله
إخوتي في أمان ولم أضايقهم يوماً
أكملوا دراستهم
أولادك الذين عهدت بهم إلي
لم ولن ينقصهم شيء غيرك
عشت وجعي بمفردي
اكتفي بأن أعاقب حروف اللغة وأتفنن في تعذيب الأبجدية
كبروا أولادك ... إخواني
وقفنا معاً يا أبي بكل حب
صغار كنا كبار
لأن دمائي هي دمائهم والرحم الذي أنجبني قد أنجبهم ..
أقسم برب البرية أنني احبهم
لا تخف يا أبي ونم بسلام..
مرت أيام وليالي
كنت هناك في زاوية غرفتي المظلمة أبكي
دموعي تتساقط على يدي أمي
سألتني بدهشة ؟!!
لماذا يا عبادي تترك دراستك؟
قلت.
لن أترك إخواتي في حاجة أُناس لايحبون سوى أنفسهم
احتضنتها وبكيت وبكت معي
فما كان منها إلا أن أخذت رأسي ووضعته على صدرها
وشعرت بحنان الكون رغم ظلمة المساء
وقرأت في عينيها موسوعة الألم ... تلك التي تحملها عيناي
كانت نفس النظرة تحمل معنى الحرقة والألم
كلنا نحتسي كأس المرارة
لهفي على قلب أمي الصابرة
تتألم هناك
وهنا على صفحتي..خنقتني العبره كما خنقتها
إليك أبي
كما وعدتك سأبقى
أذكرك وأدعوا لك في صلاتي
أتصدق وأفعل الخير من أجلك
إبنك البار لم ولن ينساك
بكيت وبكيت وسأبكي مراراً وتكراراً لفراقك
أحبك يا أبي
والله أحبك
رحمك الله يا أبي يبكي: يبكي: يبكي: يبكي: