يعرف فن الأدب بأنه بناء معماري مختار اللفظ , محكم العبارة , بليغ الصياغة , وهو تعبير عن تجربة صادقة قادرة علي التجاوز إلي الآخرين , والمراد بالتجربة هنا ما يجده الأديب في نفسه من عاطفة صادقة ينبض بها قلبه , أو فكرة ملحة يعتمل بها عقله , أو قضية من القضايا ينشغل بها وجدانه , وهذه العاطفة أو الفكرة قد تكون ذاتية ترتبط بحياة الأديب ومشاعره الخاصة , فيخرج لنا أدبًا يعبر عن هذه التجربة , أو ما اصطلح عليه بأدب السيرة الذاتية , وقد تكون موضوعية ترتبط بحياة الإنسان عامة , أو تربط بالحياة والكون أو الشعوب , والتجربة الموضوعية من الممكن أن تكون تجربة خيالية كالرحلات إلى عالم الجنّ والمدن المسحورة مثل : رحلة عبقر، لشفيق معلوف , في حانة إبليس لمحمد الفراتي , ترجمة شيطان لعباس محمود العقاد ,على طريق إرم لنسيب عريضة , وقد تكون رحلات إلى عالم الموت والآخرة مثل : على شاطئ الأعراف لمحمد عبد المعطي الهمشري , ثورة في الجحيم لجميل صدقي الزهاوي , وهذه التجربة وإن كانت ذاتية أو موضوعية فإنها في كلتا الحالتين ترتبط بذات هي ذات الأديب .