موضوع مميز وجميل من الجدة

بالنسبة لي فقد كان لرمضان قبل أن يكون فيه دوام ودراسة

كانت له نكهة وطعم مميز .

ولا أذكر متى أول مرة صمت فيها ولكن أظن أنني لم أتجاوز العاشرة

وكانت صامطة أيامها ليس فيها كهرباء حكومية

وإنما كهرباء بالإيجار الشهري وكانت لا تشتغل إلا إذا أظلمت السماء ( بعد المغرب )

وفي النهار أذكر أبي رحمه الله كان يأتي بعد صلاة الظهر ، من المسجد

وكانت الوالدة حفظها الله تجهز له ( مقعادة ) عند باب معقاب حق ( مدمك )

وهذا الباب من الناحية الغربية لكي يكون في وجه نسمات الهواء القليلة في ذلك الزمان

وكانت تأخذ الشرشف الذي يتغطى به وتبلله بالماء ثم تعصره عصرا خفيفا

وتغطيه بينما هو نائم ، لكي يحس بالبرودة النسبية من مرور تلك النسمات الساخنة على

غطائه ، فينام لحين صلاة العصر ثم يصحو ، وخلاص ، لا يعود للنوم إلا في المساء بعد

منتصف الليل تقريبا .

أما نحن فكنا نقضي وقت العصر في التسوق والتجول في السوق الرمضاني

في صامطة ، بين أصحاب السمبوسة والحلويات والمشبك واللحوح والحلبة وووووووووالخ

ونتفطر مع أهلنا ثم نجلس للتلفاز لنتابع الشيخ الطنطاوي رحمه الله ،

وقد كان محببا لدى الصغار قبل الكبار ( رحم الله ذلك الشيخ الوقور البريء ) فكم كنا نحبه .يبكي:

بعده تأتي مسابقات رمضان التي كان لها مذاقا خاصا حينها ، وكان اسمها ( فوازير رمضان ):D


وبعد صلاة العشاء والتراويح كنا نخرج للشارع مع أقراننا للعب الكرة

وهكذا حتى منتصف الليل ، وبعدها كنا نعود لبيوتنا شقاوة ونشاط غير محدود .........

حتى يحين موعد السحور ، ونتسحر مع أهلينا ثم ننام .

وهكذا كانت تمر تلك الأيام

ورغم بساطتها إلا أننا نحن إليها بدرجة كبيرة ، وكم نتمنى عودتها ، ولكن هيهات .


ما أروع موضوعك يا جدتنا الغالية