( 3 )
عُطيل ..
عشت طفولتي سعيداً مبتهجاً منطلقا ليس لمكان لعبي حدود مكانيةٌ أو زمانية فكل أبناء القرية أقرباء تقريباً ويعرف صغيرنا كل أفراد القرية من الجنسين فنحن مجتمعٌ واحد يشاركه الفرد في فرحه أو ترحه كل أبناء القرية رجالاً ونساء , بل وحتى رجال وسيدات القرى المحيطة بنا .
نخترع نحن أطفال القرية ونبتكر ألعابنا التي لا تكلفنا سوى تجميع مكوناتها من منازلنا أو شوارع القرية أو حتى مخلفات المنازل .
ترتسم السعادة على الوجوه الصغيرة بالمشاركة في ابتكار الألعاب واللعب بها , ولا يمكن أن أنسى سعادتنا الكبيرة ونحن نطارد حشرة " الزموح " ـ هكذا كنا نسميه ـ وجمعها بأعداد كبيرة من أطراف القرية من على أشجارها وتلالها الصغيرة , ومنظر دورانها من الألم بعد تكسير قدميها وغرس الأعواد في أحشائها لا يفارقني مطلقا , وكنا نصنع سيوفا
من الخشب ونتقاتل كفرقتين في شوارع القرية الترابية وأزقتها الضيقة نهارا , بينما يمارس الكبار ألعابهم ليلا وسط مراقبتنا ومتابعتنا وتشجعينا للعبة الساري والمزقرة وغيرهما .