مرثية غازي القصيبي
كيفَ أرثيكَ والكلامُ مُصفّدْ؟
في شفاهي، ونارُ فقدِكَ تمتدْ
عَجِزَ الحرفُ أنْ يرومَ معانيكَ
الكرامَ، وأن يناديكَ. مُجهدْ
وتوارى بينَ الشّغافِ حياءً
كلما لامسَ اللسانَ ترددْ
تلكَ أوراقُكَ الحزيناتُ حيْرى
في اشتياقٍ إليك هيهاتَ ينفدْ
كنتَ رمزًا أبا سُهيلٍ وفيّاً
قد بذلتَ الجميلَ في كلّ مَقصدْ
كنتَ دومًا كما الفنارِ دليلا
أدبٌ رائعٌ وفعلٌ مُسددْ
ذاكَ شعرٌ كنتَ الحفيّ به
دومًا وكانَ لكَ الصديقَ المؤكدْ
ها هو الآنَ باكيًا في ذهولٍ
كلما لحتَ في السماءِ تنهدْ
أنتَ يا (فارس) البيانِ
(سهيلٌ) نقتدي فيهِ بالحياةِ فنهتدْ
ما لي (يارا) تضمُّ كلّ كتابٍ
و(نجادٌ) يتوقُ ضمَّ المهندْ
كنتَ سيفاً سُللتَ في كل حربٍ
في الوزاراتِ، فالسفاراتُ تشهدْ
(أمّكَ) الآن في ذهولٍ تناجيك
وتبكي بشجوِها المتجددْ
ورمالُ (الرياضِ) تبحثُ في عينيكَ
بريقًا لصوتِها المُتهجدْ
فسلْ النورَ في صحاري بلادي
كيفَ (أسلاكُه) بكفيّكَ تمتدْ
وسلْ الآنَ كلَّ شيخٍ وقورٍ
زار (مشفىً) فقال: غازي المجددْ
يا لحزن (المنامةِ) اليومَ تبكي!
ول (مصرَ) بنِيلها لا تغرّدْ
هذه (لندن) الكئيبة تنعيك
فلونُ ضبابِها اليومَ أسودْ
كل فنّ طرقتَه لكَ فيه
يدُ سبقٍ تقولُ: إنّك مُفردْ
أيّ شعرٍ وأيّ نثرٍ
تناول تَفقِيل :بفنّكَ المتفرّدْ
آهِ من عبرةٍ تغازلُ عينيّ
وآهٍ من لوعةٍ تتجددْ
اعتذاري أبا سهيل فحرفي
بعدكَ الآنَ كاليتيمِ المُبعّدْ
أنت شخصٌ تعادلُ اليومَ ألفاً
أنتَ فردٌ بعقلِكَ المُتعددْ
أنت يا كلّنا بفعلكَ قلْ لي:
كيفَ أرثيكَ والكلام مجردْ؟!
عبدالرحمن العشماوي


رد مع اقتباس