
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد مساوى
غبت طويلا عن المنتدى ... وهذه الأبيات هدية لكم ... وهي من آخر ما كتبت ...
جاءت تسيلُ دموعها أنهارا =والحزنُ أعلنَ حولها استنفارا
قبل الرحيلِ أتت تودعني وقد= أضحى العذابُ على العيونِ شعارا
جاءت تقولُ: متى ستحيا قربَنا =مازلت أحلمُ أن نعيشَ جِوارا !
منذ القديمِ وعدتني بالقربِ هل= أخلفت وعدكَ أم تراهُ توارى ؟
إني عَهدتكَ صادقًا .. أو هكذا= صار الصدوقُ يُجَمِّلُ الأعْذارا !
شابَ الغرابُ ولمْ تزلْ متغربًا =تطوي الدروبَ عشيةً ونَهارا
يا كوكبًا أفنى الحياة مسافرا =قد كان ينشر حولنا الأنوارا
سبعٌ منَ السنواتِ أنتَ قضَيتها =في البعدِ لم تعرفْ بها اسْتقرارا
اسألْ فؤادك هل يزالُ بذكرنا =فَرِحًا طروبًا يُنْشِدُ الأشعارا ؟!
ما أجملَ الماضي الذي عشنا بهِ=لا نعرفُ الأحزانَ والأكدارا
هانحنُ بالأشواقِ نركضُ خلفَهُ= كالطيرِ حينَ تُلاحقُ الأشجارا
الذكرياتُ هي الحياةُ ورُوحُها =ولها القلوبُ تُسَطِّرُ الأسْفَارا
نسلُو بها عند الشدائدِ مثلما =تسلو الفراشةُ إنْ رأتْ أزهارا
إن كنتَ أنت نسيتَ إني لمْ أزلْ= في كلِّ حينٍ أحضنُ التذكارا
هيا أجبني هل أصبتَ بخرسةٍ؟ =ماذا أصابكَ؟ هل تريدُ فرارا ؟!
فأجبيبها :أني على عهدِ الوفا =مازلت أحفظ ما جرى ما صَارا
أسعى لأكسب رزقنا بكرامةٍ =وأظل أحلمُ بالرجوعِ مِرارا
لكنْ هي الدنيا تُفرقُ شملَنا =تغتالُ فرحتنا وكيف تُجَارَى ؟!
ما نحن إلا مثلَ ريشةِ طائرٍ =خَرَجَتْ وإذْ هِي تَلْتقِي إعصارا
في كلِّ عامٍ أبتغي لك رجعةً =حتى نعيشَ مَدى الحياةِ جوارا
لا طعمَ للدنيا بدونكِ إنني =من أجلِ عينك أعشقُ الأخطارا
أمسي وأصبح والهمومُ بخاطري = جيشٌ أقامَ على الفؤادِ حصارا
إن الحياةَ مريرةٌ في غربتي =والبعدُ عنك يزيدها أكدارا
آه ..ولو تدرين قَدْرَ متاعبي =لقبلتِ مني القولَ والأعذارا
لا تيأسي سأظلُ أبحثُ دائمًا =عن سهمِ قُربٍ يقتلُ الأسفارا
إن الذي كتبَ التغربَ قادرٌ= في لحظةٍ أن يكتبَ استقرارا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمد مساوى مدخلي
أولا حمدا لله على سلامتك إذ رجعت لتشذينا بأريج قصيدك العطر وكل عام وأنت بخير
ثانيا حاولت صراحة أن أقتبس فوجدت القصيدة قلبا واحدا من الجمال
والهيام والمعاناه لاتتجزأ
يالجمال إحساسك ويالغربتك التي طالت حتى شقت الإنتظار
جمعكما الله بخير وأسعد قلبيكما
دم جميلا كما نقرؤك دائما
في حزنك وفرحك
تقديري العميق