بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي/ أخواتي
النوايا هي شيء من مكنونات القلب، ولا يعرف مكنونات القلب إلا خالقه، فهذا السر العظيم الذي اودعه الله بنا، هو مخزن مشاعرنا، وعيوننا كثيرا تفضحنا، ولكن يبقى القلب، صديقنا الكتوم الوحيد...
ولكن.. للأسف
قد يسيء الآخرون الظن بك، فتكون نواياك في أمر طيب حسن، وترى الآخرين يظنون بك الخبث والغبار.. أليس لهم قلب يشعرون به؟ أليس لهم عيون في بصيرتهم، تمنعهم من سوء الظن؟
قال الله تعالى: (اجتنبوا كثيراً من الظن إنّ بعض الظن إثم)، فقد نظلم الآخرين بسوء ظننا بهم، وقد نفتري عليهم بهتانا واثماً مبينا، أو قد يترجم لنا الشيطان هذا الظن السيء، إلى جرائم نرتكبها بحق إخواننا، وهم عما نسيء بهم الظن بريئون...
وترى المريض بظن السوء في إخوانه المسلمين يرصد كل تحرك وكل همسة وكل نظرة ويحسب لها ألف حساب ثم تراه لا يحملها إلا على أسوأ المحامل. وقد لا يأتي بالأعذار لأخيه المسكين. ولكن ما هي أسباب سوء الظن:
1. وساوس الشيطان البغيض الذي ينفث سمومه في كل طعام، ويستلذ أكل اللحوم وستر العيوب.
2. الجبن وضعف نفس المسيء ظناً بالآخرين.
3. العجب والكبرياء.
4. خبث قلب المسيء ظناً. وخلو سريرته من النقاء والصفاء.
5. ضعف الإيمان وتسلط الشيطان.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» وأصل هذا كله: الغرور بالنفس والازدراء للغير ومن هنا كانت أول معصية لله في العالم: معصية ابليس وأساسها الغرور والكبر: حين قال قاصداً آدم عليه السلام «أنا خير منه».
رحلة عذاب مريرة يمر بها الشخص الذي يقع عليه اختيار مسيء الظن به، بأن ينظر له بعين ما، مخالفة تماماً لما في باطنه من الطيبة وحلاوة الروح، والتنزه عن المسائل الدنيئة.
كل محبتي .... أخوكم والشكر موصول لأبي نورة على حسن الإختيار