ولما سألت طلابي عن الحصة التي يشعرون فيها بالممل اجابوني بتوجس وحياء أنها حصة القرآن الكريم وكأنهم يودون لو لم تكن تلك هى الحقيقه
حصة القرآن ممله ليس لأن كلام الله الطلي المغدق الوارف الظلال ممل بل لأن معلم الماده هو الذي جعل الملل يتسلل الى نفوس طلابه
معلم القرآن الكلاسيكي الذي يرى أن حصة القرآن عصية على استخدام الوسائل الحديثه في عرضه للسور وان اشاعة روح التفاؤل والمنافسه في الحصه ضرب من الخيال هو الذي يكدر نفوس الطلاب ولا يحببهم في كتاب الله
المعلم الذي يكمل جدوله بالقرآن الكريم ولايعرف من الوسائل التعليميه الا المسجل الذي يستغله ابشع استغلال في ترديد المقاطع والسور بينما لايحضر في الحصة الا جسده هو الذي يسيئ لكتاب الله وينفر الطلاب من تعلمه
مع ان الوزارة تولي كتاب الله اهتماما عظيما وله نصيبه الوافر في الجدول الاسبوعي الا ان استفادت الطلاب وانعكاس مايقرؤن في كتاب الله على سلوكياتهم تكاد تكان محدوده او معدومه بلا مبالغه
معظم الطلاب في المدارس العامه ومدارس تحفيظ القرآن وحتى الحلق يحفظون القرآن دون أدنى معرفه بما يريد أن يقوله الله للناس في تلك الايات وأي فائده ستعود عل الانسان اذا حفظ شيئا لايعلم ماهيته
مع انه ليس من الصعوبه ان يتناول المعلم الايات بالشرح المبسط واستخلاص الاوامر والتوجيهات الربانيه والحكم من الايات واسقاطها عل الواقع بأسلوب يتناسب مع مستوى فهم الطالب ولكن مايحدث اننا ألفنا ان نحفظ السور دون ان نعلم ماذا يريد الله أن يقول لنا
ومن المؤسف ان معظم ابناء المسلمين لايعرفون شيئا عن معاني مفردات القرآن الكريم فضلا عن تفسير آياته اليس من المخزي ان تطرح سؤالا على زملائك المعلمين عن معنى كلمة ضريع فيلتفت كل واحد للآخر فاغرا فاه
اليس من المخزي ان يقول احدهم وهو يدعي لنفسه الادب والثقافه انه لم يقرأ في القرآن آية تتحدث عن ضيافة سيدنا ابراهيم لضيوفه من الملائكه كان لحما حنيذا بل ويسخر بقوله ( لماذا لم يطبخها على طريقة المندي)
ستكون علينا حصص القرآن حسرة وندامه اذا استمرينا في تقديمها بهذا الشكل الذي لا الوم طلابي اذا وصفوه بالممل