كتبه : خلف ملفي
المصاصة التي تعطى للطفل في مهده، الغرض منها (إلهاؤه) وكتم (صياحه) إلى مرحلة من العمر ثم يحرم منها بطرق مختلفة، كل حسب تعامله مع أطفاله إما بحنان أو بجلافة..!!
وفي الملاعب تحدث مصادفات تفرض فرحة معينة، ومن أشهرها (بيبيتو) نجم البرازيل في كأس العالم حينما عبر عن استقباله لمولوده الأول وهو بعيد عن زوجته والضيف الجديد فموًج بيديه بعد تسجيله هدفا وقلده زملاؤه ابتهاجا بالضيف الصغير وصارت (عادة) في كل دول العالم..!
وفي مشهد آخر ، لاعبون في ملاعب يستخدمون (المصاصة – اللهاية) تعبيرا مماثلا لما أشرت إليه سلفا، ولكن الفارق هنا أن المحتفي يستخدم (آلة)..!
حركة (التموج) ربما تدوخ الطفل كي ينام..!
و (المصاصة) تتعب الفكين فيجبر الطفل على الصمت..!
وكلا الحركتين تبعثان الراحة للأم والأب متى كان الطفل شقيا أو كثير البكاء..!
وفي ملاعبنا التي يكثر فيها (اللهو) والتسلية، وللأسف الشديد، صارت (المصاصة - اللهاية) التي استخدمها لاعب الاتفاق الأرجنتيني سباستيان تيجالي بعد تسجيله هدفا في مرمى الاتحاد قضية القضايا، وقد تكون تعبيرا دامغا على (حقيقة) رياضتنا التي تأخذنا إلى خارج الملعب أكثر عن داخله.
المجالس والفضائيات وفي كل الأماكن لا حديث إلا (المصاصة)، وكأنها ستصعد بنا مجددا إلى كأس العالم لكن وبما أنها (تتعب الفكين) فقد تكون تعبر عن الكثير من الحكي والثرثرة والواقع الأليم بلا فوائد أو بفوائد محدودة جدا.!!
قضية بسيطة جدا يفترض أن تحل بالعودة للوائح والأنظمة من قبل اللجان الرسمية، وخصوصا أن القانونيين ولاسيما الخبراء أمثال محمد فودة في (ART 7) وعبدالرحمن الزيد في (برنامج صافرة) وناصر الحمدان في (برنامج كورة) أكدوا (خطأ) الحكم عباس إبراهيم في منح تيجالي بطاقة صفراء لأنه استخدم (المصاصة – اللهاية) بعد تسجيل الهدف ومن ثم طرده كون لديه بطاقة صفراء. واتفق القانونيون في السعودية على عدم إساءة تيجالي للفريق المنافس، وأن المصاصة (ليست أداة خطرة). أما الخبير المصري جمال الغندور فكان مع قرار الحكم في حديثه لبرنامج (خط الستة)، مبينا أنها (ليست من أدوات اللاعب، ولا يجوز استخدامها خلال اللعب).
وبدوري أقول كان من واجب اللجنة الفنية وبالتنسيق مع لجنة الحكام إلغاء البطاقة الصفراء لأن الحكم (اخترع) أو (التبس) عليه نص القانون في الفقرة الرابعة كون (المصاصة) ليست من أدوات اللاعب، وفي المقام ذاته قد يجيز له القانون إنذار اللاعب، علما أن النص يؤكد (عدم خطورة غير أدوات اللاعب: القميص، الشورت، الجوارب، الواقي، الحذاء).
وكان من واجب لجنة الحكام أن تسائل الحكم وإذا اعترف بخطئه بأي طريقة كانت تصدر لجنة الحكام، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، بيانا وتشدد على حكامها بدقة التقيد بنصوص القانون وروحه، أما إذا رأى الحكم أن الحركة (سوء سلوك) فتثبت البطاقة، والأهم أن تصدر اللجنة بيانا توضيحيا تنهي به الجدل.
من جانبها رفضت اللجنة الفنية رفع البطاقة مستندة إلى ما جاء في تقرير الحكم، وذهب الأستاذ عادل البطي رئيس اللجنة في حديثه لقناة (لاين سبورت) إلى أنه إذا ما ألغيت بطاقته وبطاقة أسامة المولد (حسب مطالبة الخبير القانوني عبدالرحمن الزيد) فإن القضية ستمتد إلى مختلف البطاقات ومناقشة كل الأحداث، فهل هذا صحيح؟!
وبدوري أقول إن بطاقة (المصاصة) ظالمة كونها لم تكن مسيئة لأحد..!!
أما بطاقة أسامة المولد، فإذا اعترف الحكم عباس أنه أنذره بالخطأ بدلا من الصقري فيجب أن تلغى، أما إذا كان أنذره لاحتجاج أو (سوء سلوك) أو لسبب ما على مسؤولية الحكم بالتالي تثبت.
وبالمناسبة، من واجب اتحاد القدم كسلطة عليا أن يتخذ أي قرار في أي حادثة دون أن يربطها بحالات أخرى، ولا يحسب حساب لمن يؤولون ويفسرون ويتهمون بأساليب بالية الغرض منها تعطيل مسيرة الرياضة وإيقاع الظلم وتكريسه بدلا من إرساء العدل الذي يجب أن يسود كي تعلو رياضتنا ويبقى اتحاد القدم بهيبته وهيئته دون مساس.
الأكيد أن عدم إلغاء بطاقة (المصاصة – اللهاية) سيؤول من كثيرين بل الغالبية إلى (مكانة) النادي الذي ينتمي إليه اللاعب إعلاميا وتأثير مسؤولين في اللجان.
وستتوسع رقعة الاتهامات للحكام والسخرية منهم واستمرار الضغط عليهم ليل نهار بما يؤثر على قراراتهم أو تشويهها حتى لو كانت صحيحة وقانونية.
وفي هذا المقام سأبقى في محيط عباس إبراهيم الذي كان جيدا وقويا، لكن ثلاث قرارات وضعته في (المقصلة)، إحداها (المصاصة) وهو مخطئ بالاجماع، والثاني ضربة الجزاء الاتفاقية التي ومن خلال التحليل الفني اتضح أن الحكم كان (دقيقا) و (جريئا).. والثالثة هدف الاتحاد التعادلي في (الثانية 24) بعد الدقيقة الرابعة من الوقت (بدل الضائع)، وحمله كثيرون الهدف لأنه كان يجب أن يعلن نهاية المباراة لحظة تنفيذ الضربة الركنية..وهذه الحادثة تحتمل عدة تفسيرات، وتحدث حولها القانونيون والنقاد كثيرا، لكنني سأكون في صف الحكم لأنه هو المسؤول عن الوقت، ثانيا: من الصعب إن لم يكن مستحيلا في ملاعبنا أن ينهي الحكم السعودي المباراة في (ثانيتها الأخيرة) إذا كان الفريق المستحوذ متأخرا ولديه هجمة واعدة أو خطأ قرب المرمى أو ضربة ركنية، والأحداث كثيرة في هذا الجانب، أنا هنا لست مؤيدا لهذا التصرف، فمن العدل والشجاعة والجرأة أن ينهي الحكم المباراة حتى لو كان اللاعب سيهم بالتسديد منفردا..لكنني (لا ألوم) حكامنا الذين يُجلدون ويُهاجمون ويُسخر بهم ومنهم ويُشتمون من الجميع واتحاد القدم يتفرج.!!!
وعلى الرغم من بزوغ حكام جدد هذا العام إلا أن (ضعف) .. أو دعني ألطفها (تساهل) اتحاد القدم مع رؤساء الأندية ولاسيما الكبيرة منها في عدم تطبيق العقوبات المنصوص عليها في اللوائح بحق هؤلاء عزز في الآخرين مسايرة الركب..والضحية الحكام وبالتالي تشويه المنافسة وعدم إحقاق الحق (قانونيا) خلال مجريات المباريات..!
هذا الكلام أصابنا بالتخمة ونحن ننتقد ونضرب أمثلة ونعيد ونكرر دون جدوى..والشواهد كثيرة.. لذا أقول شكرا لمصاصة طفل زادت من اللهو برياضتنا ..والله المستعان.
|
 |
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشفق
