«تقويم المعلمين».. معلمات يطالبن بتطبيق توصية «الشورى» لتحسين الوضع التعليمي
![]()
الرياض- أمل الحسين
أوصى مجلس الشورى مؤخراً "تقويم المعلمين" وتطوير من لديه القابلية للتطوير، والتخلص من غير القادرين على تطوير مهاراتهم بتحويلهم إلى وظائف حكومية أخرى وقد وافق عليها جميع الأعضاء.
"الرياض" استطلعت آراء عدد من المعلمات والأمهات للوقوف على آرائهن حول التوصية.
في البداية أثنت فاطمة العنزي معلمة لغة عربية في المرحلة الثانوية على التوصية وتمنت تحقيقها وتنفيذها وقالت:"نأمل ألا تبقى توصية على ورق حيث أن تنفيذها يتطلب آليات دقيقة ومستمرة، فالمسألة معقدة ولكنها تستحق التعب والجهد والتنظيم والتخطيط لما سنجني من ثمار ذي فائدة عظيمة على كل المستويات منها وأهمها الطالب الذي سيدرس تحت يد هذا المعلم ومنها المجتمع الذي يتشكل جزء كبير منه من المعلمين والطلاب".
كما أشادت فاتن العبدالعزيز معلمة فيزياء بهذه التوصية ولكنها أجابت بإحباط بان هذه التوصية تعتبر عالية السقف بالنسبة لوضع أغلب المعلمين الحالي وقالت: "من يعيش في الوسط التعليمي يعي جيداً المستوى الذي يعيشه المعلم ويعذر سبب تأخرنا ولماذا الإبداع لدى طلابنا ضعيف والتقليدية في الأفكار هي السائدة وذلك كون المعلم الذي يفترض به أن يكتشف كل هذا أو على الأقل يساهم في اكتشافه لا يعنيه هذا الأمر بل ان بعض المعلمين عندما يرون أفكارا حديثة وآراء مختلفة يصادرونها بسبب عقليتهم التقليدية وقد يفسرونها تفاسير بعيدة عن أصلها ووضعها مما يتسبب في إحباط الطالب".
وألمحت العبدالعزيز إلى أهمية ألا يقتصر التطوير على المعلمين فقط ولابد أن يشمل الإدارة فكما يحبط الطالب من المعلم التقليدي يحبط المعلم من الإدارة التقليدية.
أما تركية الوجلان معلمة لغة انجليزية للمرحلة المتوسطة فهي مابين المتفائلة والمتشائمة، وتعتبر ان القادم من الأيام هو الفيصل في رفع أسهم التفاؤل أو العكس وقالت: "التوصية رائعة وأهدافها عظيمة ولكن تنفيذها كيف سيتم؟ وكيف ستكون المتابعة حتى لا تبقى مجرد توصية وحبر على ورق".
وناشدت الوجلان أن تأخذ هذه التوصية الأولية في التنفيذ وان تأخذ حيزا من الجدية لدى وزارة التربية والتعليم، وقالت: "هذه التوصية كفيلة بتحسين الوضع التعليمي فعلاً فهؤلاء العينة من المعلمين الحريصين على تطوير أنفسهم لن يرضوا أن يروا طلابهم أشخاصا عاديين فهم سيحفزون الطلاب للتغيير الايجابي فضلا على قدرتهم على استيعاب أي تغيرات تطرأ على الطلاب نتيجة التغير الاجتماعي العام الذي نعيشه فكثيرا من المعلمين لم يعوا بعد ان المجتمع السعودي يعيش تغيرا فعليا وان الطرق أمامه تعددت ولم يعد طريقا واحدا، وان الآراء المختلفة كثرت وعلى الشخص أن يعرف كيف يكون رأيه ؟ ولماذا يختار هذا الرأي دون غيره وهذه كلها لن تحصل إذا كان المعلم تقليديا".
وشاطرتها المناشدة فائزة المنيف وهي أم لأربعة أبناء جمعيهم طلاب في مراحل مختلفة منقسمين مابين مدارس حكومية وأهلية وقالت: "للأسف ان عددا كبيرا من المعلمين سواء في المدارس الحكومية أو الأهلية مستواهم لا يناسب مهنتهم ومهمتهم خاصة في الوقت الحالي، فالجيل الآن يعرف كل شيء ويحتج على معظم ما يدور حوله ويسأل عن أشياء كثيرة ويناقش في كل شيء، ومسألة المنع لم تعد تجدي معه، والخوف لم يعد له نفس المكانة في السابق، ورغم كل هذه التغيرات ولكنه جيل تستطيع كسبه متى ما تقبلته وتفاهمت معه، هذا جيل ساهمت القنوات الفضائية في تربيته لذا فتفكيرهم يختلف عن تفكيرنا، وعندما نقول قنوات فضائية لا يعني بالضرورة السوء والانحدار فهذه القنوات أيضاً تبث القيم والأفكار الحديثة والمعلومات غير المألوفة وكل هذه تحتاج معلمين ذوي وعي عالٍ يستطيع أن يساعد الطالب على اختيار ما ينفعه في ظل كل هذا البث المنوع".
وأضافت قائلة:"ان الانفتاح لا يعني تغيير الملابس والمظهر وإنما الأفكار وليست كل الأفكار الحديثة سلبية وهنا المشكلة أن بعض المعلمين يعتقدون أن كل جديد ومختلف هو سلبي وانحراف فلو كانوا على اطلاع ودراية بمجريات الأمور وتطوير انفسهم لتمكنوا من فرز الخبيث من الطيب، ولا ننسى أن بعض الأهالي غير مدركين للتحولات التي يعيشها أبناؤهم، فضلاً على التفكك الأسري الذي تعيشه بعض الأسر لذا فالمدرسة أحياناً تكون ملاذ الطلاب".
بينما أشارت هناء الخالد إلى المشكلة التي تعيشها مع زوجها كون معلمي أبنائهم لم يستطيعوا استيعابهم قائلة:"أبنائي في المدارس تصادر كل اقتراحاتهم خاصة الملتحقين بالمدارس الحكومية، وللأسف مازال كثير من المعلمين والإداريين يتعاملون مع الطلاب مثلما كانوا يتعاملون معهم قبل عشر أو خمس عشرة سنة فكل الهم منصرف على المظهر الخارجي دون النظر لأي شيء آخر".