كميخ وجاسم ومنيف: الإصابة كسرت (سعد) النصر .. والحل في 3 أطراف

قليلون من نستطيع أن نطلق عليهم داخل المستطيل الأخضر لقب (نجم)، ودون شك أن سعد الحارثي مهاجم فريق النصر الكروي الأول أحد هؤلاء النجوم, وزاد على نجوميته داخل الملعب بنجوميته خارج الملعب وأخلاقه العالية، وروحه المرحة تشهد له على ذلك.
بدأ سعد حياته الكروية مع فريق النصر كنجم من فئة الكبار، فتألق وأبدع وضُم للمنتخب السعودي للناشئين بعد أن خطف الأنظار بشكل لافت, ولكن مستواه في الآونة الأخيرة انخفض، ولم يعد الحارثي الذي يعرفه الجميع.
(قووول أون لاين) بحثت لمعرفة الأسباب التي أدت إلى انخفاض مستوى سعد؟ وما هي الحلول ليعود نجما كما كان؟
كانت البداية مع أحد القريبين من البيت النصراوي المدرب الوطني والمحلل علي كميخ الذي قال "أعتقد أن سعد الحارثي لاعب موهوب، وبداياته كانت تعطي انطباع أن هذا اللاعب يمتلك من الموهبة والروح والإمكانات الشيء الكثير، إضافة إلى ذلك أن تجربته على مستوى المنتخبات التي تدرج فيها من الناشئين والشباب والأولمبي والأول كانت ناجحة بكل المقاييس".
وتابع "استمر عطاء سعد في التوهج حتى إصابته التي لم يعد الحارثي نفسه فيها تأهيلياً، ولم يساعده الكثيرون بما فيهم الإيطالي ولتر زينجا مدرب النصر في استعادة توهجه من خلال البرامج الفنية، ومن خلال إعطائه الفرصة بشكل يخدم هذا اللاعب من خلال أمور كثيرة".
وأضاف "الحارثي يمتلك 3 صفات تعطي انطباعا جيدا عن هذا اللاعب، فأولا: سعد لاعب خلوق داخل الملعب وخارجه. ثانيا: الحارثي لاعب موهوب، ويملك الحلول خاصة في الشق الهجومي سواء داخل الصندوق أو خارجه. ثالثاً: سعد يمتلك من الخبرة الشيء الكثير الذي من الممكن أن يساعد من يلعب معه أن يقدم نفسه بشكل ممتاز لو لاحظنا في كل مباراة نجد ريان بلال، ومحمد السهلاوي يتفوقان على حسابه بالذات في الموسم الماضي".
وزاد "هذه جزئية، أما الجزئية التي غابت عنا، وهي هل سعد يعطي في التمارين ما يقنع المدرب ليلعب أساسيا؟ هذا السؤال الذي يحتاج إجابة من سعد في قادم الأيام".
وعن أسباب تراجع مستوى الحارثي، أجاب "هناك 3 أسباب رئيسية أعتقد أنها سبب انخفاض مستوى سعد الحارثي، وهي: سعد نفسه، بمعنى أنه لم يجبر المدرب على أن يكون لاعبا أساسيا ولاعب رقم واحد من خلال ما يقدم في التمارين ومن خلال ما يقدم في المباريات ومن خلال التضحية والإخلاص من أجل جمهور النصر. لم يعطه زينجا الفرصة التي أعطاها لمن هو أقل منه، ولم يوضع برنامج خاص من الناحية الفنية تعطي هذا النجم الكبير حقه أسوة بما هو معمول به في أنحاء العالم. لم يُشرك سعد في الكثير من المباريات، والفريق في فورمة مميزة، ولكنه أُشرك في مباريات والفريق في فورمة ليست جيدة ومع ذلك أثبت سعد وجوده في مباراة التعاون، وفي مباراة الهلال، وفي أكثر من مباراة نزل سعد وأضاف للفريق بقيمته الفنية".
وختم كميخ حديثه بالحلول التي من الممكن أن تعيد الحارثي لمستواه المعهود، قائلا "الحلول هي بعكس أسباب تراجع مستواه، وهي أن يضع سعد لنفسه برنامجا فنيا وبدنيا مميزا جدا حتى لو استعان بأخصائي بدني أو ممرن لياقة بدنية خارج إطار النادي، وأن يقرب أكثر للمدرب والجهاز الإداري بصورة أفضل وأكبر، ويكون هو الجندي المجهول داخل محيط زملائه اللاعبين كما يقدم الآن حسين عبد الغني، والأهم من ذلك أن تكون طموحات سعد أكبر من تمثيل النصر وأن تكون أكبر من ذلك ليصل طموحه إلى تمثيل المنتخب في تصفيات كأس العالم 2014 المقبلة، وفي كأس آسيا 2011 في قطر كلاعب أساسي".
جاسم الحربي: أعرفه منذ كان ناشئا
من جانبه أشاد المدرب الوطني والمحلل جاسم الحربي ببدايات النجم سعد الحارثي، قائلا "لا شك أن البدايات الأولى للاعب كانت مميزة وسبق أني تشرفت بوجوده ضمن منتخب الناشئين كلاعب ثم تدرج حتى وصل لفريق النصر الأول والمنتخب السعودي، وبالطبع لا يوجد لاعب يصل إلى المنتخب الأول إلا بثمرة جهوده والنادي الذي يسعى لبروزه".
واستطرد "أول ظهور للحارثي على الأضواء كان مميزا وكان يقدم مستويات مميزة، ويساند فريقه ويحسم نتائج لفريقه، لكن الآن أعتقد أنه بعد الإصابة بدأ يتراجع مستواه قليلا". وأضاف "نتمنى أن يعود لمستواه الطبيعي، وما يقال في الإعلام بأنه أصبح لاعبا غير مؤثر هذا غير منطقي، فاللاعب الذي له بصمات في السابق لابد أن يعود لوضعه الطبيعي، ومرحلة الإصابة فترة يعيشها أي لاعب".
وتابع "أنا من أشد المعجبين فيه كلاعب، وأتمنى أن يهتم في نفسه أكثر لأن اللاعب كلما تقدم في العمر فهو يحتاج اهتماما بنفسه أكثر من ناحية الراحة والتغذية والمحافظة على التمارين والابتعاد عن السلوك الخاطئ الذي قد يؤثر على مستواه بشكل عام".
وأضاف "الإصابة لها دور كبير في عملية تراجع مستوى سعد، وقد يكون وصل لمرحلة تشبع خاصة من الناحية الإعلامية والجماهيرية هذه العوامل نتوقعها، ولكن لا نستطيع تأكيدها فلابد من القرب للاعب على أساس تقييم الظروف التي يعيش فيها، وقد يكون عنده ظروف اجتماعية أو عائلية لا نعرفها، فالمؤثرات الخارجية من ضمن الأمور التي تؤثر على مستوى اللاعب".
وأردف "الانضباط هو أفضل حل لعودة أي لاعب لمستواه، والتأهيل الجيد خاصة أن سعد عائد من إصابة وكان لديه نوع من الخوف وبدأ يتلاشى هذا الخوف تدريجياً، ولابد من الاهتمام أكثر بالأمور الفنية وخاصة التمارين الخاصة التي تخدمه كمهاجم وأعتقد سيكون له شأن بإذن الله".
منيف الحربي: وعيه يعيده متوهجا
من جهته، أكد الزميل الأستاذ منيف الحربي الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط، أن بدايات سعد الحارثي الأولى أفصحت عن موهبة كبيرة ولاعب ينتظره مستقبل زاهر في كرة القدم، وزاد "أثبتت الأيام هذا الشيء على أرض الملعب من ناحية الفنيات والمستوى والأهداف التي سجلها".
وتابع "كما أن سعد أمتلك منذ بداياته صفة من النادر أن يمتلكها لاعب يعيش نفس مرحلة الانطلاقة الأولى في حياته الكروية، وهي (الوعي والفكر بشكل عام)، حيث كان من الواضح أن لدى الحارثي وعي كبير دلت عليه أحاديثه وأسلوب تعامله مع زملائه والفرق الأخرى ومع النجوم والإعلام".
وأردف "أكثر من يستطيع أن يفصح عن أسباب تراجع مستوى سعد هو اللاعب نفسه خاصة إذا كان لاعب يمتلك وعيا ومستوى فكر مثل الحارثي, ولكن من وجهة نظري أتوقع أن هناك عدة عوامل ساهمت في انخفاض مستوى سعد الحالي, ولكن دعونا أولاً نتفق أن أي لاعب كرة قدم معرض أن يمر بفترات في حياته الكروية ينخفض فيها مستواه".
وأضاف "سعد تعرض لظروف كثيرة ومنها حينما حرم من المشاركة في اعتزال اللاعب ماجد عبد الله، في حين أتيحت الفرصة لأسماء كثيرة، وكان الحارثي أولى منها، ولكن لا أريد أن أعود لهذا الموضوع أو أتوسع فيه أو أقول إنه من الأسباب التي أدت إلى تراجع مستواه".
وتابع "وبشهادة الحارثي نفسه فالفريق النصراوي لم يقصر معه قد يكون هناك مواقف محددة وصار فيها سوء فهم، ولكن النادي واللاعب استطاعوا أن يتجاوزا هذه الظروف, كما تعرض سعد لظروف نفسية مع الفريق وفترات إحباط وأيضاً فترات تألق".
واستطرد "أنا أتوقع أن العامل الأكبر الذي أدى إلى تراجع مستوى الحارثي هو الإصابة, ولكن ربما بعد عودة سعد لمستواه تغير عليه الوضع في النادي وأصبحت تطلعات وطموحات الجماهير متغيرة عن الفترات السابقة وهذا ليس تبريرا لانخفاض مستواه".
وعن الحلول المأمولة التي قد تعيد الحارثي لمستواه، أجاب "لا يمكن لأحد أن يقدم وصفة علاج لأي لاعب بحيث أن يرتقي بمستواه أو يعود لمستواه السابق، وإذا لم يكن هذا الدافع، وهذا العلاج موجودا داخل روح اللاعب وفكره, وأنا أعتقد أن سعد لديه من الروح والفكر ما يستطيع به أن يعود إلى مستوياته السابقة".
وضاف "أنا لن أقدم نصائح لسعد لأنه يعرف الأشياء التي تضر اللاعب، والتي من الممكن أن تدحرجه من قمة مستويات النجومية إلى أسفل مراحل النهاية الكروية المبكرة والمحزنة والتي لا نتمناها للاعب بمستوى الحارثي, وهناك عوامل كثيرة يتفق عليها الجميع، ومتى ما سار خلفها اللاعب هي من ستؤدي به إلى الضياع والنهاية".