السائق هو المجرم الذي وقع بي (...)
وقفت الفتاة تحاكم أهلها وهي تسترجع ذكريات طفولتها ، تلك الطفولة أيها الأحبة الكرام ، والتي هي من أجمل سنوات العمر، فيها البراءة والنظرة المشرقة للحياة والتفاؤل ، فيها الواحة الخضراء من الأمل والحلم الجميل لمستقبلٍ زاهر ، ولكن الطفولة معذبة في كثير من بقاع الأرض لم تعذبها الحروب أو الأمراض والعاهات فحسب ..
وإنما مصدر عذابها من أقرب الناس إليها إنه من والديها بسبب إهمالهم وبالذات الأم ، وتعالوا نطالع صورة من ذلك.
السائق ذلك الوحش الكاسر الذي بالفعل سلمناه فلذات أكبادنا من بناتنا ، فأحرق قلوبنا بالحسرة ، كم من عائلة عانت بسببه وكم جرة الخلوة مع السائق من أذى ودمار للأسرة والراعي كذلك ، فنتأمل تلك الطفلة التي جملها أهلها ثم دفعوها في حضن السائق يتلاعب بها.
إذا عقلت الفتاة ، وقفت تحاكم أهلها يؤسف أن تلك المحاكمة ليست في الدنيا فحسب ولكنها عند فصل القضاء ..
أما كيف فتعالوا نقرأ هذه القصة الدامية: وعد تلك الفتاة الجميلة ، ما أجمل براءة الأطفال في عينها ، نظرتها للحياة تفاؤل وأمل وإقبال وسعادة (وعد) طالبة واعدة ، فعلاُ تملك ذكاء غير عادي أمها ربة منزل هكذا تسمى ، ولكنها تفرغت للتفاهة من زيارة الصديقات والصخب في الأسواق والاستراحات ..
أسلمت هذه الطفلة البريئة إلى سائقهم ، عفواً إلى وحشهم يذهب بها إلى المدرسة ويرجعها كذلك ، ولكنه قبل أن يرجع بها كان يذهب بها إلى مكان بعيد ليلهو بها ، كان يهددها أن لا تخبر والديها السادلين في غفلتهما ..
نحلت الطالبة وتدهورت حالتها الصحية ، ولم تعد تذهب إلى المدرسة إلا بعد أن تقوم الأم بضربها ، ومع ذلك لم تكلف الأم نفسها عناءً لتسألها عن عدم رغبتها في الذهاب إلى المدرسة.
حتى كان ذلك اليوم الذي اتفق فيه الوغد مع بعض الكلاب من أقرانه ، على أن يدفعوا له مبلغاً من المال مقابل اغتصاب الطفلة الصغيرة البريئة ، لم تتحمل هذه الطفلة هذا العذاب فأسلمت روحها إلى بارئها بين براثين هذه الوحوش الذين سلمناهم بطوعنا واختيارنا فسلمونا حرقة في قلوبنا ، استيقظ الوالدان ولكن بعد ماذا ؟!
بعد فوات الأوان وبقيت الحسرة شاهدة على غفلة وإهمال أب ،هناك ستقف الفتاة تحاكم أهلها من قتلها؟ومن كان السبب في موتها؟