الغربة البلهاء
يا منتهى الوجْدِ إنّ الشوقَ أضنانــي
واسْتسلمتْ لجيوشِ الشّوقِ وجْدانـي
وحطَمَ البعـد صبري أنتِ عالمـةٌ
أنّ الزمانَ الــذي أدناكِ أقصاني
أُصبّر القلبَ ويحي كيفَ أقنعه
يا منْ تغلغلتِ في قلبي وشرياني
أنا المحبُّ الحبيبُ المستهامُ أنا
قد ذبتُ في البعدِ شوقاً رغم إيماني
أنا الـــغرامُ خبيرٌ فـي موانئه
رغم التجارب قد ضيعتُ شطْآني
فصغتُ منكِ إلى الأزمانِ تجربتي
لحناً يردّده للبحرِ تحناني
أميرةٌ أنتِ يا جازان فاتنة
لا أ كذب اللهَ إنّ البعدَ أبكاني
أتوقُ نحوكِ كيما أستريح أنا
ففي شواطيكِ في عينيكِ عنواني
الودّقُ يرْسُمُ في الودّيان لوحته
(كأنّه ريشة في كفّ فنان )
وفي ثَرَاكِ جمالٌ لا شبيه له
بالفلّ طوقني بالشيح لاقاني
جازان جازان والأشواق قاتلتي
هل لي بعطركِ إنّ العطرَ ناداني
هل لي ببحركِ بالوديان يا آملي
هل لي بصدركِ إن البعد أضناني
هل لي بصامطة الغناء مُرتجعٌ
فساكنيها هموا أهلي وإخواني
أكلّما غرّدتْ ورقٌ أنوحُ أنا
ويُسكب الدّمع إنّ الدمع أعماني
جازان والغربة البلهاء تخنقني
لاشيء في غربتي إلا وعاداني
حقاً تعبتُ من الترحالِ من تعبي
متى أعودُ وأنسى فيكِ أحزاني
شعر/ خالد بن علي البهكلي