بسم الله الرحمن الرحيم
هنا الحلقة ( 1 )
" زمان أول تحول ".. سلسلة " تغيرنا " !! .. (2)
اسمي " احمد " على مشارف الثلاثين , ,
منذ عرفت نفسي وأمي " لا تنام " !!
خلال طفولتي وحتى سن التاسعة تقريبا لم أكن أرى أمي وهي نائمة .
فهي شعلة نشاط وهمة وحيوية لا تفتر ولا تقبل بالسكون .
كان طعامي وأخواتي الثلاث اللائي يكبرنني جاهزا دائما من أرضنا الزراعية ومن الحيوانات التي تعيش بيننا طعاما وشرابا .
ومما يجلبه أبي من السوق .
كان يوم أبي يبدأ قبل طلوع الضوء وينتهي قبل غروب الشمس , فالليل يبدأ بالعشاء بعد غروب الشمس بتناول طعام العشاء الذي تجهزه أمي بنفسها ويميزه تنوعه والروائح الزكية التي تنبعث منها .
ويبدأ يومنا كذلك معهما حيث يبدأ يومنا مع بزوغ الشمس بنفس الطريقة :
سفرة طويلة ومتنوعة مما لذ وطاب من المأكل والمشرب من خيرات الأرض وبعض ما يدبّ فوقها .
يغادر والدي الدار ولا يعود إلا بعد صلاة الظهر مباشرة ويجد أمامه السفرة العامرة والأكبر خلال اليوم بخلاف الفطور والعشاء .
يغادرنا بعد تناول الوجبة ولا يعود إلا مع الغروب .
أما برنامج أمي اليومي فأرى بواكيره عند الفطور ولم أكن أعلم تحديدا متى يبدأ في طفولتي لكنني اليوم أصبحت أعرف حيث لا زال برنامجها متواصلا بنفس الطريقة مع أنها تجاوزت الستين .
قبل الفجر بساعتين ..
كان يبدأ .. ومع حلول الظلام ربما انتهى ..
حيث كان عشاءنا يحل بعد الغروب مباشرة ..
وبه يختم يومنا ..
عندما دخلت المدرسة كنت أذهب إليها مليئا معافاً صحيح الذهن والبدن
ولا احتاج للطعام خلال اليوم الدراسي .
وأجد الطعام بعد عودتي في استقبالي ..
***
اليوم وفي هذا العمر أنا " زوج " و " أب " لطفلين ..
زوجتي " ربة بيت " من عائلة طيبة وعلى خلق ودين
خرجت من منزل عائلتها لا تفقه في أمور الطبخ شيئا ولا ترغب في تطوير نفسها في هذه الجزئية !
صديق دائم " للشبكة العنكبوتية " ليلها نهار ونهارها ليل !!
وضيف دائم في الزواجات والأعراس التي لا تنتهي ..
أصرت علي بتوفير مطبخ عصري على أحد طراز وبسعر خيالي كان لها ذلك ,,
ومع ذلك وبعد ست سنوات من زواجنا تعلمت " مجبرا " الطبخ وأصبحت أرتاد المطبخ أكثر منها ,, وقصدت كل مطاعم المدينة الشعبية والعالمية وأصبحت من روادها الدائمين ودليلا ومرجعا للكل بها ,,
وصحة طفليّ ليست على ما يرام بسبب سوء التغذية والنقص الحاد للفيتامينات والبروتينات ..
ولا زلت ضيفا دوريا على سفرة أمي العامرة .
بقلم : ناصر فلوس