عندما يأتي المساء
أقبض بين أصابعي قارورة عطرك
لأنثر عبيرك في الأجواء
ليفرض عبقك وجودك غصبا وقسرا
ويفوح شذاك قهرا في الأنحاء
وتلمع دمعة في الأحداق
رغما عنهم أنت معي
ها أنا أستنشقك في كل الأرجاء
وتأبى عيناي إطلاق سراح دمعتي
وكأنها تتوسلها أن لا فراق
فربما بعد قسوة البعد
يجود زماننا يوما لقاء
وتزيد الأماني وكلما طال الأمد
إزدادت الأمنيات لهيبا و إحتراق
أيا حبيبا فارقني وكل مناي لقياه
يامن كنت أغرق في أحضانه
عندما كانت تغدق الدنيا علي العناء
يا من كان طوق نجاتي كل مرة
كان محتما فيها الإغراق
يا من أضنى الشوق ذكراه
وضاقت بي بعده سبل الحياه
بعدما أشقى العمر طول فرقاه
وكانت دنيتي محفورة في حناياه
كانت تطوف فقط بحدوده ولاتتعداه
واحتضن صورتك بلوعة اشتياق
وتتزلزل كل المشاعر في الاعماق
آآآه ياحبيبي
ارواحنا تتلاقى
رغم ابتعاد الأجساد
لماذا لايفهمون ؟
لماذا لا يعلمون ؟
لماذا لا يشعرون ؟
بأن روحانا متلاصقة
ولن يجدي فصلهما
فقد فات الآوان
ومهما طال بنا الزمان
وحتى يحين اللقاء
ستظل تسري في عروقي
ولن يعلن الهدنة شوقي
وستظل صورتك محفورة
في كل الوجوه
وسيظل عطرك عالقا
في انفاسي
معتقل في إحساسي
وستظل دوما للأبد
حبيبي وأبي ونبراسي
|