ثم مــاذا ؟ اُفٍ .. مــا اطول النهــار .. الســاعة الآن لا تـــزال قبــل الــرابعه..
فلنمــــزق شمــل النهــار بالنــوم . ونتقلـــب على الوســـاد نائمين , او متناومــين ..
فاذا طــال النهـــار .. وصحـــونا قبل العـــاشره , فستكــون أعصابنا متوتره وسنجــد أننا
في حــاجه الى الخصــام بل قـد نرغي ونزبد, ونقاتــل لكلمه , او تصرف لا ولن شعرة فينــا
ولوكنــا معقوليــن بل لقــد نبحث عن الشــر .. لنكــون شريرين . في بقية نهــار الصوم الطويل.
حتى إذا أفلس البيت , وافلس المجــال الحيوي لاستهلاك بقية النهــار في البيت, فسنأخذ طريقنا
إلى السوق بعــد العاشرة..لنستعرض وجوه المـــاره بألف تعليق ةتعليق في النفس والشفتين,
مادامت في اعصابنا بقية من الحــرد ضــد هــذا النهــار الطـــويل ..
ويطيب لنا ان نستقــر في السوق , لنستهلك الوقت مع أي كــان.. بحثــا في تاريخ فلان ,
وسيــرة علان..وكــلاما طويلا عريضــا , نضحـــك له وللألفــــاظ المعطـــره منه..
ألسنتنـــــا تتكلم , وأعيننــا تتكلم , وكــل -اوبعض- مافينـــا يتكلم . إن كل شيء في السوق
وغيــر السوق , يصلــح لأن يكــون موضوعـــاً للكـــــــلام..ولإضــاعة بقية النهــــــارالطويــل !!
ثم ماذا؟ الســاعه الان هي الحــاديه عشرة والنصف ..أُفٍ كيف تمضي هذه الثلاثون دقيقه..
ونجــرّ اقدامنا إلى السوق مرة اخرى , وتستمر قصة الكلام , معنا ايضا فكل شيء في
هذا السوق يصلح لأن يكون مـــادة للفضول , ووقـــودآ للأعصـــاب..مادمنا محرومين أي صائمين..
ولا يسلم مرورنا بالسوق من مناورات نحقق بها بعض احلام امعائنا المرتجله التي تشتهي كل شيء
في الســــــوق .. لنرجع إلى البيت وفي ايدينا ( مختصــر زنبيل ).
أُفٍ ..عشر دقائق .. تسع دقائق .. ثمان .. خمس .. إن هذه اللحظـــه هي اللحظــــه الوحيــده التي
نعـــد فيها الزمن بالدقيقــــــه وبالثــــــانيه , إذ في اعمـــارنا الطــويله أيام وليال تنام عنها
عين الاحصــــــاء ولو بالتخمـــــــين ! ... لقــــــــد ضرب المـــــدفع..
هذه المـــــائده كلها لمعــدة واحــــده تكفيها حفنـــة دقيق ..اصناف واصناف
كل مايشتهيه خيال المعده لا يكـــــاد يبلغ الفـــم المحـــروم إلا لقيمــــات يحس منها ثقل التخمه..
وركدة النـــــــوم في اعصـــابه المحمـــــــومة طيلــــــة النهـــــــار ..
أصناف وأصناف كان يكفي الواحد منها أو الاثنان ..لاشباع المعده , ولمحاربة الغلاء..
وإطعـــام من قــد لا يفطـــر على غيــر كســـرة خبز , ومــاء .. وليكــون الجســـم
غَيـــر مُوعِــــد بعشــــرات العلل والاسقـــــــام .
ثم ماذا ؟
الســـــاعة الآن الثـــانيه والنصـــف بعد العشــــاء فإلــى الكتـــب او الســـوق ..
او إلـــى السمــر اللذيذ .. ومع هـــــذا , فــأنا , أو أنت , او كلانا .. صائـــــم ! ..