عندما رفعت المصاحف على الرماح، في الواقعة المشهورة، وصاح المنادي قائلا:" هذا كتاب الله يحكم بيننا"، قال أمير المؤمنين كرم الله وجهه: "إنها كلمة حق أريد بها باطل"..
واليوم ما أكثر الكلمات التي يراد بها الباطل..
عندما نتحدث عن الأعمال التطوعية المفترض أن يقوم بها الأثرياء.. والتبرعات الواجب أن يقدموها للمجتمع وقت الأزمات ونطالب بتبيان أعمالهم وجهودهم، عندما نفعل ذلك نفاجأ بمن يخرج علينا رافعاً في وجوهنا حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله"..
وتجد من يتطوع للدفاع عنهم بقوله إن هؤلاء ينفقون ويتبرعون ولكن في السر والخفاء خشية الرياء!
ولو صدقوا فيما قالوا، وتبرعت كل "يمين" بما لا تعلم "الشمال" لما بقي محتاج واحد..
فأين هي هذه "الأيمان" ؟! نريد أن نصافح يمينا واحدة.. نريد أن نشد عليها..
اليوم لن أواجه الشعار بشعار ولا الحديث بآية، فأنا لست من الذين يتخذون الدين شعارا لممارساتهم وتقصيرهم بحجج كاذبة.. نستطيع مثلاً أن نقول إن الشارع الحكيم أمرنا أيضاً بأن نتقي الشبهات.. وندفعها عن أنفسنا.. وما من سبيل إلا كشف التبرعات.. لكنني لن أخوض في هذا الجدل الطويل.. بل سأقول إن الناس شهود الله في أرضه..
بمعنى: لماذا لم نسمع مواطنا واحدا يقول إنه تلقى تبرعا من تاجر سيارات عوضاً مجانياً عن سيارته التي تلفت في المطر؟! ـ لماذا لا يتحدث الناس عن وقفات مشهودة لتاجر أثاث.. أو تاجر غذاء.. أو غير ذلك؟!
الخلاصة: همسة لمقعد التجار المخملي.. لمجلس التجار الأرستقراطي.. لكل من أزعجونا بحبهم للوطن وقت الرخاء.. أهديكم جميعاً أغنية كوكب الشرق: "حب إيه اللي إنت جاي تقول عليه"!
صالح الشيحي 31-1-2011 5:16 am