- مساء بغداد
كان الصغير يختبيء مع أمه في كوخ قديم في بغداد قبيل هجوم القوات الاميركيه عام 2003 وكان يعتقد أن أصوات القذائف والطائرات هي أصوات الرعد والبرق وأن المطر سيعقبها ولكن --------
-------------------------------
أمي لقد حل المساءْ = رعدٌ وبرقٌ في الفضاءْ
أمي ستمطرُ لاحقاً = بَرَدٌ وبلورٌ وماء
وسأبتني لكِ بالثرى = قصراً منيفاً في السماءْ
وسنهجر الكوخ القديم = ونعيشُ مثل الأغنياءْ
خَدَمٌ وحراسٌ لنا = والقصرُ يملأ ُ بالإماءْ
وطعامنا متنوعٌ = من كل ِ صنفٍ في إناءْ
----------------------------------------
أمي دموعكِ همعٌ = فيمَ التعاسة ُ والشقاءْ
أمي نحيبُكِ يعتلي = كفي فما أقسى البكاءْ
========================
أغتيل حلم صديقنا = في لحظةٍ نزل البلاءْ
دوت القنابلُ برهة = لتفيضَ أنهار الدماءْ
ساوت بيوتا بالثرى = فالناسُ في لهب الفناءْ
للمعتدين معاولٌ == ضرباتها دون انتقاءْ
قصفت بيوتا يحتمي = فيها الأرامل والنساءْ
ألأمُ فارقت الحياه = والحلمُ أضحى في الهباءْ
أماهُ قصري قد هوى= والكوخ أهل للرثاءْ
ويلي من الجوع الصغيب = وبرد أيام الشتاءْ
نادى الصغيرُ بحرقةٍ =والأمُ لفت في رداءْ
نادى بصوتٍ صارخ ٍ = هيهات لن يجدي النداءْ
أمي تعالي إنني = أقتاتُ من ألم العناءْ
كم من رضيع ٍ مثلهُ = أضحى وحيداً في الفِناءْ
وظئيره تحت الثرى = دفنت بأكوام البناءْ
كم من مريض ٍ مقعد ٍ =أمسى يموتُ بلا دواءْ
وكذا الصغارُ وأهلهم = باتوا جميعاً في العراءْ
قد أمطرت في ليلةٍ = موتا ونيراناً سواءْ
بغدادُ لا تترحمي = لأ ُولي القذارةِ والبغاءْ
|
 |
رد مع اقتباس
