يعاني مجتمعنا اليوم من نقص في الثقافة الصحية .
وقد أثبت العلم إن رفع المعلومات الصحية
عند الشعوب يؤدي إلى الوصول إلى مجتمع صحي سليم لذلك وبعد دراسات مطوله
تبين إن أكثر الإمراض التي يعاني منها البشر هي أمراض من صنع أيديهم
حتى الوراثي منها .
فالزواج بين الأقارب مثلا
يؤدي إلى انتشار المرض وتطوره أكثر فأكثر , وتلوث الهواء يؤدي
إلى أمراض تنفسية
وتلوث الماء يؤدي إلى التسمم
والجراثيم إلى تلوث التربه
وهكذا يدق الإنسان مسامير تابوته بيده يوماً بعد يوم إما جهلا وإما خطأ .
والعلاقة بين التربية والصحة
علاقة وثيقة ليست جديدة
فالتربية تقدم في المضمون التعليمي
معلومات متعددة ذات ارتباط بصحة الأفراد والمجتمعات, وهي لم تقم أصلا
إلا لإيجاد مواطن صحيح بدنياً وعقلياً واجتماعياً , بل أن من أهم أهدافها
انعكاس التعليم على صحة الفرد والمجتمع.
فالصحة مصدر إثراء للعملية التربوية, وفي الوقت ذاته؛
فإن التربية تهدف إلى المحافظة
على الصحة ورفع مستواها وتطويرها.
والثقافة الصحية هي :
«مجموعة من الأنشطة التعليمية المنظمة والمصممة لتسهيل اختيار الفرد
للسلوك المتلائم مع الصحة»
وفي الآونة الأخيرة كثر الحديث
عن ضرورة الثقافة الصحية
وظهرت مبررات كثيرة ومقنعة بأهميتها
وتسخير جميع الإمكانات للوصول
بالتوعية إلى أهدافها المبتغاة،
ومن تلك المبررات:
*التزايد المتعاظم في نسب الأمراض المزمنة، وما يترتب عليها من نفقات علاجية
وإعاقات ووفيات.
*إن الثقافة الصحية المنفذة على أسس علمية تؤدي إلى النتائج المطلوبة.
وكثير من السلوكيات المتعلقة
بالصحة يمكن التأثير فيها.
* الارتفاع المطرد في كلفة الخدمات العلاجية مقارنة بالكلفة الزهيدة
نسبياً
للتوعية الصحية.
والمدرسة هي أنسب مكان للتوعية الصحية، فهي تتعامل مع فئة صحيحة
لا تذهب إلى المستشفى،
بل إلى المدرسة لتلقي العلوم والمعارف والمهارات والسلوكيات.
والمدارس تنتشر في كل مكان
والتعليم يزود الأطفال بالمهارات والسلوكيات ويهيئ الطلاب للعيش في المجتمع
ويرسي الأسس لنمو الطالب بصحة جيدة.
وبالرغم من كل ما تقدم من
حقائق مقنعة بضرورة وضع منهج
للثقافة الصحية يُدرس للطلبة والطالبات
من بداية مرحلة رياض الأطفال
بجرعات خفيفة
تُكثف شيئاً فشيئا كلما انتقل
الطالب
للسنة الأعلى مدعمةً بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة
(لكون المعلومات القليلة المتفرقة عن الثقافة الصحية
في منهج العلوم والقراءة أحيانا
ومنهج التدبير المنزلي للطالبات غير كافية ولا تحقق الهدف)
إلا أن هذا المنهج لايُقرر للطالب
كمنهج مستقل إلا في المرحلة الجامعية
أي في العشرينات من عمره
بعد أن قضى هذا العمر بمفاهيم
وسلوكيات
صحية خاطئة
يصعب تعديلها وقد بدا تأثيرها
على جسمه واضحاً وقد
استوطنت العديد من الأمراض في جسمه وأصبحت السلوكيات الخاطئة
في الصحة في مرحلة المهارة بدون تفكير
كما يسميها أهل البرمجة العصبية
إلا لمن حالفه الحظ بأسرة
لديها بعض الوعي الصحي.
أكتب هذا الموضوع لأنه
وقع في يدي قريباً كتاب الثقافة الصحية
المقرر للطالبات في إحدى جامعات المملكة
وكانت هذه موضوعاته:_
· تنمية مفهوم الثقافة الصحية علماً وعملاً.
· توضيح الفرق بين الأمراض المعدية والغير معدية.
· توضيح كيفية مقاومة الجسم للأمراض من خلال جهاز المناعة.
· توضيح الفرق بين المقاومة العامة والمقاومة النوعية.
· إكساب الطالبات السلوك الصحي
لتفادي الإصابة بأمراض العصر
المزمنة، وكذلك التعامل معها عند الإصابة.
· توضيح المفاهيم الأساسية المرتبطة بالإدمان والمواد الضارة المؤدية إليه.
· تنمية مفهوم العلاقة بين الغذاء وصحة الفرد.
· التعرف على قضايا الأمومة والطفولة وصحة المرأة.
· التمييز بين الأمراض النفسية والعقلية.
· التعرف على السلوك الصحي الصحيح والخاطئ.
· التعرف على أهم التقنيات الحديثة وأثرها على صحة الفرد.
· إكساب الطالبات مهارة الإسعافات الأولية الضرورية لبعض الإصابات.
· التعرف على أهم مجالات صحة البيئة وعلاقتها بصحة الفرد.
رائعة رائعة هي هذه الموضوعات
فلماذا لاتوزع على سنوات الدراسة
من رياض الأطفال وحتى
المرحلة الجامعية من قبل فريق مختص في
وزارة التربية والتعليم مع مراعاة كل مرحلة عمرية واحتياجاتها وجنس المتعلم
لتجتمع لدينا في سن التخرج
الجسم السليم والعقل السليم
خاص بمنتديات صامطة