ويوم آخر .. خلف قضبان الحرية .. أحتضن السماء وأعانق القمر
وأنت في صومعتك تعتكف ترتل في الثلث الأخير بعضا من قصصك ومغامراتك
ونجمات الليل منصتة لا تأمن على أشعارك .. أين أنا من خارطة قلبك..؟
قد كنت أغلقت أبواب الصمت على قلبي ..
وخبأت مفتاحه بعيدا عن متناول يدي ..
وإكتفيت بالنظر إلى ذلك العالم من خلف شبابيك مسيجه
سيجتها بنفسي وعزلتني عن كل شيء ..
حتى لا يشدني الفضول فأمد رأسي عبر تلك النافذة خوفا أن يرتطم به
طيف حلم عابر على حين غفلة ولهو ..
فيفقدني التوازن لأسقط في حضيض الوهم..
كنت أخاف .. نعم أخاف .. وربما لا زلت ..
إكتفيت من دنياكم بمحبرة وورقة وقلم ..
أرسم بها معالم حيوات أخرى لا يمسها الواقع بسوء
ألونها بمشاعري وأرصعها بأحجار أحاسيسي الكريمة..
كانت هزيلة .. ركيكة .. لا يهم فهي جزء مني أنا ..
على ذلك الحال بقيت سنين ..
حتى جاءت لحظة باغتتني فطرتي فيها يوم أجاب قلبي نداء خفيا..
يهمس من خلف أكمام الأمل.. أن هلمي إلي .. إلى دنيا أخرى وعالم مختلف
كالنائمة سرت نحوه ..مددت يدي لألمس تلك الحياة والتي ولأول مره أعلم عن وجودها..
لم أصدق يوما برائتي ..و لطالما نهرتها وعنفتها وحبستها في زنانة قصص الرعب..
لأحميها نعم أحميها مني قبل كل شيئ..حتى تلك اللحظه التي جئتني فيها
قد كنت أحلم بالسمو سمو لا يضاهيني فيه القمر ولا حتى الشمس
ولكن وجدتني أهوي .. أهوي .. أهوي.......................
حتى إرتطمت بك ..لأستفيق فإذا بي أغرق في حلم وردي يعطر السموات والأرض
لأرى ما كنت أظنه محض خيال سيتلاشى غدا او بعد غد..؟!
واقعا يقبل يداي وجبيني .. ويحتويني ومن نفسي يحميني .. أفلا يستحق الحب ..؟
أنا معك بل انت معي بل نحن معا ...لا أدري بصدق أين انا .. بل أين نحن..؟
بلا نحن في السماء بل أبعد يا رفيقي .. نحن في الجنة .. نركض خلف المدى ..
نغني ويرد الصدى .. تحملنا الأشواق على متن سحابة ... نهوى ونذوب صبابة ..
فشكرا للزمان الذي جمعني بك .. وأهداني "أنت" ..
" ممتنة لكم يا رفاق .. يا كل من أهداني من عبير حرفة "غرشة"
حرفي يعجز تماما عن وصف إمتناني لكم
ولكن أما آن الآوان أن تطلقوا سراحي .."