ابنة صاحب مدين

"خبر موسى مع شعيب -عليهما السلام- حين جاء مدين، ووجد ابنتين لشعيب قد منعتا غنمهما من الورود بانتظار ذهاب الرعاء وفراغ المكان، وما حدث من تطوع موسى بالسقيا لهما، وما كان من أمر شعيب حين بلغه ما قام به موسى حيث أرسل له يطلبه ليجزيه على ذلك، وذكر لنا القرآن الكريم كذلك نصيحة ابنة شعيب لأبيها باستئجاره، وعللت ذلك بقوة موسى وأمانته، ويذكر المفسرون أن شعيباً -عليه السلام- أثارت حفيظته الغيرة من كلامها، فقال: وما علمك بقوته وأمانته؟ فذكرت له أن موسى حمل حجراً من فوق فوهة البئر، لا يحمله في العادة إلا النفر من الناس وتلك قوته، وأنه حين ذهبت تكلمه أطرق رأسه، ولم ينظر إليها، كما أنه أمر المرأة أن تمشي وراءه، حتى لا تصيب الريح ثيابها فتصف ما لا تحل له رؤيته وتلك أمانته1.
وقد صدق ظنها فهي ما رأت إلا نبياً من أولي العزم المؤتمنين على الوحي، الأشداء الأقوياء، قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "أفرس الناس ثلاثة: بنت صاحب مدين حيث قالت: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}