موضوع رائع يا مصطفى , قرأتُ فيه حتــى أصابني صداع من كثرة التحديق في الشاشة,
في أوّل ردّين كنتُ سأدلي بشبيه ومماثــِل لأن خبرتي مع الأتراك خلال 3 سنوات من الغربة, سواءً في سكـَن واحـِد أو زملاء جامعة أو أصدقاء كانت شبيهةً بخبرة الرد الأول و الثاني ..
لي صديق تركي هو أقرب الأصدقاء هــُنا إلى قلبي , يا مصطفى بدّك الناس كلهن كمثله من طيبته و أخلاقه و تواضعه و تسايره مع العــَرب حتى أن عنده 4 أصحاب عرب و 2 أتراك فقط. و يقول: التعليم عندنا يعلمنا من طفولتنا أن العرب خانوا الدولة العثمانية و أسقطوها بسبب ثورتهم ضدنا. فهذا الكلام يوافق كلامَ صاحبك عن أن المثقفين هــُم أصحاب هذه الأفكار و إلا لما صارَت في كتب التعليم عطفاً على أن الحزب الحاكم في ذلك الوقت كان يدعم مثل هذه الأفكار بل و يقومُ عليها أساساً "
فكرة القومية التركية" لكــِن صاحبي التركي يخبرني دائماً عن أمــّه و تدينها و مكافأتها له على حفظ القرآن و الصوم و دائماً كانت تعلــّمه الأخلاق الإسلامية على حد تعبيره و هذا يظهر في تعامـِله فهو جداً خلوق و حســَن التعامـُل مع الأفارقة السـّود الذي يواجهون في بريطانيا معاملةً قذرة ,فما بالك بتعامـُلـِه مع العـَرب الذين اسم أمه من أسمائهم و دينه بدأ عندهم و تاريخهم العسكري و الثقافي والحضاري منذ بدايته حتى سقوطه مرتبطٌ بهم.
ثمّ ظهــَر لي بعدُ أن الردود التي تبعت الردّين الأولين هي لنفسِ الكاتب إن لم يخــِب ظني لأن له نفسَ الأسلوب ونفس الكمّ الهائل من الثقافة و استطاع العودة بالتاريخ إلى الوراء لإيصال معلومته و شدّني جدة دقــّة معلومات ولكن ما تمشي على
حــُذيفة دقيق الملاحظة 
قفطت عليه وحدة .
أكرر ماقاله صاحبك أن المثقفين هــُم أصحاب هذه الأفكار و يلتقطها الكثير من العامة ولكن ليس جميعهم, هــُم لديهم قومية عجيبة و لا يتعلمون لغات غيرهم حتى العربية بالنسبة لهم يتحدثها نخبة معينة من المهتمين بالتاريخ و الدين. و أخيراً كما قلنا ان حزب الإتحاد و الترقــّي " حزب أتاتورك " هو أساس كل هذه الفجوة الموجودة حالياً لأنك لو تــُلاحــِظ لم يكــُن هناك أي ضرب من ضروب العلاقات الودية السياسية بين العـَرب و تركيا لكـِن لاحقاً بعدما حكــَم حزب" أردوغان و عبدالله غول " انفتحوا على العرب و ألغوا العديد من التأشيرات و بدؤوا باستيراد البترول و المعادِن لأنهم وعوا أن مليارات العرب تذهب للغرب بينما نحنُ إخوتهم فلماذا لا نترك الكـُره و نكسب مودتهم وملياراتهم في نفس الوقت.
ولأن العرب ناسٌ طيبون لا يكرهون أحداً غير اليهود , إنظر بعد انقطاع علاقة مابين 70 إلى 80 سنة و فجوة كبيرة أصبح العرب اليوم مع أردوغان يرون تركيا أنها الزعيم الذي غفا ثمّ أفاق .