أحبته وأحبها
ولكنه حب من النوع الكلاسيكي اوالقديم الذي يبنى على الإحترام والوفاء وحسب العادات والتقاليد
البوح بالحب محرم ويترتب على ذلك امور ليست في صالح الطرفين المتاحبين.
وتعاهدا على المضي قدما في سبيل تتويج هذا الحب بالزواج في المستقبل القريب
ولم يكن على بال أحد منهما بأن الأقدار تجري بما لا تشتهي السفن.
ومن الكلام الذي دار بينهما من خلف( سجف)قالت له لن أتزوج غيرك لو غزلت شعري شيبا.
فكانا في غمرة من الفرح ليس لها مثيل.
ودارت الأيام وتقدم رجل ثري لخطبة مريم فحط الخبر على رأسها كالصاعقة وبكت بكاء شديدا
وكانت ردة فعل امها وقريباتها بقولهن كل البنات يبكون عند الخطبة وبعدها يصبح الامر طبيعي
غير عابهين بمشاعر واحاسيس مريم. وفي تلك الايام الرجل الثري مقدم على غيره في مسألة الزواج
وحتى حبيب القلب حسين لم يكن عنده إستعداد لتحمل مصاريف الزواج ولكنه يحبها وهي تحبه
ولكن مشيئة الله غلبت ولم ينفعهما البكاء
وتم الزواج وانجبت له البنين والبنات
ولكن ذلك الحب وجذوته ما زالت في القلب . وايضا لم يوفق حسين في زواجه وترك زوجته بعد سنة ومعها طفل
وبنت
وفي ذات مساء بعد أن أوت مريم إلى فراشها عاودها الحنين إلى حبها الأول ولسان حالها كما قال الشاعر
ماكنت أشعر إلا منذ عرفكم + + إن المضاجع تمسي تنبت الإبر
وهنا سمعت نداء صلاة الفجر فذهبت لتوقض زوجها حسين للصلاة فوجدته قد وافته المنية
فصاحت وبكت وهرع اهلها إليها وواسوها في مصيبتها .
وبعد ان اكملت العدة
وهي لم تكن على علم بما جرى لحسين وهل تزوج ام لا
ولم يكن على بالها بأن يتحقق الحلم القديم وبينما كانت منهمكة في عمل المنزل فاجأتها امها بقولها
جاء خاطب وكلم ابوك فما قولك ترددت في البداية ولكن ما إن علمت بأن من جاء لخطبتها هو حسين
وافقت على الفور وإن كان هناك تحفظ بعض الشيئ غير انها لبت الحنين للماضي وتزوجت حسين
وبعد مضي شهر من الزواج بدأ حسين يسيئ معاملتها ولكنها قالت في نفسها لعله يعاني من بعض المشاكل
في عمله او اي امر من امور الحياة ولكنها لاحظت بان الامر يزداد من سيئ إلى أسوأ
ومن هنا بدأت المعاناة
فتلك الصورة الجميلة للحب إتضح لمريم بأن خلفها وهم إسمه الحب .
وذات مساء تذكرت زوجها الاول وكيف كان يعاملها بإحترام وبأنه كان يحبها ولكن اعماها حبها الاول
فحرمت نفسها من الحب الحقيقي فذرفت الدموع ندما على زوجها الاول
وواصلت المسيرة بكل ما فيها من قسوة والام ومفارقات عجيبة .وكانت تبتسم ولكنها إبتسامة مشوبة بالبكاء.
بقلم البحار