بسم الله الرحمن الرحيم
نِدَاءً الْحُرَّثُ
يَا مَلَكْنَـــــــا تُحِــيُـــةً مِنَ جَنَّـــوّبَ الْبِلَادِ
أَرْضُ فِيْـــهِــا الأَمَاكَـــنَ سَاقِيَةٌ بِالْمَطَـرَ
كُلِّ لَيْلٍــــــــةٍ عَلَيْهِــــا مِنْ سَحِّـبِهَا مِـدَادِ
يَنْكُتُـبِ عَهًـــــــدَ مَـــنْ لَكَ بِأَغْـــلِىَ حِبْرٍ
وَاهْلَهُـــــــا طِيْبِيْــــنّ وَمَــنْ خِيَارِ الْعِبَادِ
مَا بِهِــــــمَ مِنَحِــرَّفَ فِيْ اعْتِقْــادٍ الْفِكْرِ
نْفَتَخَـرَ بِالعَرُوبْـــــةِ وَدِيْنِ رّاسِيّ الْعِمَادِ
وَانْتَفَــاخْـــــرَ بِوَجْهٍـــكُ يُاطــوَيْلٌ الْعُمْرَ
تَسْتَحِـــــــلِ الْعُقِّــــوَلَ وَتَسْتَحِـــلِ الْفُؤَادُ
سَيّـــــدَيَّ لَكَ مَكَانَــــــهً فِيْ قُلُوْبِ الْبَشَرِ
نَحْمَدُ الْلَّهَ عَلَــىَ الَصَحَــةِ وَحَسُنَ الْمَعَادِ
وَالْلَّهُ انّـــــا سَعُـــــدَنَا يُــوَمَ جَــانَا الْخَبَرِ
وَالْلَّهُ انّــــــا لَبِسْنَــــــا فِيْ غِيِّـابْكِ سَوَادِ
وَفِيْ قَـــدِوْمِكِ لَبِسَـنَا الْسَّعْدِ ثَوْبٍ خُضْرٍ
يَا مَلِكَـــــنَا سِــــأُلْتُــكُ بَالُكَـــرِيِّمْ الْجَوَادُ
وَاسْأَلُكَ بَالُـــــذِيْ زَيّــــنَكُ بِأَحْـــلِـىَ فَكَّرَ
كَيْـفً يَوْمَــــــكُ فَرَّقْتَ الْعَاصِمَةِ وَالْبِلَادُ
وَالْمُغَيَّبِــــــةِ ثَلَاثَ شَهْـــوَرَ مَاهِيْ دَهْـرَ
الْحَجِّـرّ لَوْ نَـزَحْ مِنْ مَوْقِعِـهً وَهُوَ جَمَادٌ
يَنْفُجُـــــرَ كَيْـــفً بِالْحَــرَثَّ تَرَاهُـــا بَشِّرِ
قَــــدُرّ الْلَّهُ عَلَيَّـــنَا وَهُــبّ دَاعِيَ الْجِهَادِ
يُــــوَمَ عَبْـــدُالّخْمّيّــنِيَّ فِيْ حُدُوْدِكَ ظَهَرَ
يَفْتِكُــرَ دَارِنْــا مِنْ جَـا لَهَا يُصَـــيَدَ صَادَ
دَارِنْــــا دَارِ ابَـــوَ مَتَّعَـبِ وَسَيْـعَ الْصَّدْرِ
مِنْ يْبْـيَ الْخَـــيَرَ يُعْطَىَ خَـــيَرَ كُلَّ الْأُيَّادْ
وَمَـنْ يَبْـيُ الَشْــــــرَ عَــــزَاللَّهُ يَلْقَاهُ شَرِّ
مّادْرَى انّ الّـرَجُـالّ مُحَكحَكَاتِ الْزِنّــــادٍ
سَيّـــدَيَّ طَـــوَعَ شَـــوَرّكَ سَيِّدِيْ وَالْأَمْرُ
يَعْشَقُــــوَنَ الْحَـرَوْبَ وَيَعْشَقُــوَنَ الْعِنَادِ
مِنْ يُعَانِــدَ أَسْــوِدِّكْ سَيّـــدَيَّ مِـــــا ظُفُرٍ
هِـبّتْ أَسْـــوِدِّكْ الَلَّـيُ مَا تَحْــــبِ الْرَّقِّـادٍ
حَافِظِيْنَ الْمَصَّــــاحْفَ سَاجٍـــدِيَنِ الْفَجْرِ
حَامِلٌـيَنْ الْبُنِّـــادِقِ وَحَامٌـــلِيَـنْ الْعَــــتَادَ
رَاكِبٌــيَنْ الْمَجْــــــنَزْرٌ وَرَاكِبِـــيَنْ الَهَـمُرّ
تَحْـــرَقٍّ الْأَرْضِ تَحْتَ اقْدَامُ أَهْلِ الْفَسَادِ
وَالْسُّمُّـــــا تَرْتَعُـدّ مِنْ إُفٍ خَمْسَةَ عَشَرَ
نَارُهُــــمْ مُسِّعٌــــرَاتِ وَمَا تَعْــوَدَّ رَمَـــادٍ
مَنْ يَمَسُّــــــهِ لَهَبٍـهِــا تَابَ يَقُـــرَبِّ شِبْرٍ
وَامْتَثَلِنَــا لَأَمْـــــرّكَ بِالْخِــــرُوِّجَ الْوَكَادِ
مِنْ مَسَاكِنِ غَـــــــلَاهَا مِثْلَ غَالِيْ الْنَّظَرِ
لِـــوَ تِـُـــرُكْنٍــــــا لَكِـنَا لَكَ دُرُوْعٍ شَــدَادِ
دَمَّــنَا لِلْــوَطَـــنَ مِـــــنَا مُبَــــــاحْ وَهَدَرَ
وَانْتَصَــــــرَنَا عَلَيْهِـــمْ يَـوَمَ مَـوَلَاكَ رَادَّ
دَامَ عَـــــــزَكِّ وَعَـــــزَ الْمُمَلِّكِــةِ يالْفَخّرِ
وَالْعَـــدَوِّ فَرَّ وَاعْلِـــنَ انَسَحـــابَ وَحِدَادٍ
مْـــنَ أَسْـــوِدِّكْ يَفِـــــــرْ كُلِّ مَـنّ لَا يَفْـرَ
يَا رَبِّيَــــــعَ الْقَلْــــوّبَ وَغَيْثٍ لَا هَلّ جَادَ
حَـُرّث أَهٍـــلَ الْجَنَّـــوّبَ لِأَهْلِــــهَا تَنْتَظِرُ
يَا مَلِكَــنَا تَكُــــرَمَ وَانْ تَكْــــــــرَمَـتَ زَادَ
فِيْ عِيّــــــوَنَ الْمُوَاطَـنَ لَكُ مْـقَامَ وَقَدَّرَ
رُدْنَــا لِلْــدَيَّـــارَ وَانْتَ رَايْــــكُ سَــــــدَادِ
وَأَنْتَ سَيّــــــدِ أَّبِـــــوَهَا وَانْتَ كُلَّكَ نَظَرَ
انْتَظَــــــــرَنَا طُوِيَـــلِ وَمَا سُمِعَـــنَا مُنَادٍ
يَرْفَعُ الْصّــــوَتَ عُوْدُوْا لِلْقِرَى وَالْهَجْرِ
مْـــــا لَنْــا يَا مَــــلَكِنْـــا غَـــيَرَ هَذَا مُرَادُ
يَا مَلَكْنَــا يَعْـــانّيّ الَنْــــــــازِحِينَ الْقَـهُرّ
يَا مَــــلَكِنْـا تُحِـــيُــةً مِنَ جَنَّــــوّبَ الْبِلَادِ
دُمْتَ صَقَــرْ الْعِــرُوْبَةُ فِيْ الْنِوايِبْ ذُخْرَ
الشاعر/ حسين محمد العاطفي
7/4/1432هـ
.