من يغزل في القلب ضياءات تفترش سهوب الجدب؟
من يمنحني أمثولة برق يجتث ظلامات تتناسل في دفء الأجفان؟
من يوقف سيل الوهم المتدفق وجعا في شريان الليل؟
من يشعل دربي بالورود البيض؟
ويفجر في نفسي الصمت؟
ومن يسكب في قلبي كأس اللهفة؟
ومن يطفئ نار الحسرات المرة؟
سئمت وهم الوصل المضني
أحاور ذاتي
أستدفئ في كتل الثلج المتجمد
أرتعش كما الجمرة فوق الماء
أصرخ يا رياح
كوني بلسما يشفي الجراح
وأناضل ضد شريعة اليباس
وضد المستحيل
وأجول في الصخب
أواصل سرد الحكاية
وأتشبث بحبال الديمومة
لعل النهار يفيق
ولعل الجدران تنهار
أنا ما خبأت بريق عيوني
وما أنكرت هتافات يقيني
ولم أحرف أوتار جنوني
أنا اخترت المزن
وتبعت فصول الشوق
وحلمت بخارطة تلغي خرائط العالم
تخرجني من قلب سراديب الغربة
تنتشلني من براثن النفي المتربص بأجفاني
حلمت بخارطة
تكون لي وطنا
بلا حدود وبلا قيود
وانت خارطة وطني..