أختي قلب الوفا
مساء الخير والسرور
وجزاك الله كل خير

أنا لا اختلف على الفتاوي أبداً
فكل من استشهدي بهم علماء أجلاء
رحمة الله عليهم أجمعين
وأسكنهم فسيح جناته
ونفع الله بعلمهم جميع المسلمين

ولكن أحببت أن أتناقش معك حول ماقاله الشيخ د.سلمان العوده
في برنامجه الذي شاهدته على مدار حلقتين حول هذا الموضوع
وقرأته بعدد من الصحف بعد ذلك

ذكر الشيخ د.سلمان العوده في برنامجه ( الحياه كلمه )حول الاحتفال بأعياد الميلاد والأم والزواج وغيرها ، قائلاً: (إذا كان الأمر يتعلق بالميلاد الشخصي، فوجهة نظري أن الاحتفالات العادية "مباحة"،
فمثلاً زوجان يحتفلان بمناسبة مرور سنة أو حتى إن شاء الله 20 سنة وليكن، لماذا تنطفئ هذه الشموع؟
أو كذلك الابن أو البنت يحتفل بمناسبة ميلاده هذا ليس احتفالاً دينياً إنما هو أمر عادي وقد يجمع أصدقاءه على وجبة أو ما أشبه ذلك فلست أرى في هذا حرجاً
ها هو طرح جديد برؤية عصرية لشيخ فاضل يغير مبادئ واعتقادات كانت موجودة منذ عشرات السنين،
وقد ترفع حرجاً عن كثير من الناس الذين كان بعضهم يؤمن في داخله أن مثل هذا الأمر لا حرج فيه،
إلا أنه لا يستطيع أن يصرح به لأنه دخل في دائرة العادات والتقاليد والتشبه بالكفار التي تعارف الناس على حرمتها،
وإذ أقدِّر للشيخ سلمان (حفظه الله) رأيه، فإنني أهنئه على هذا التيسير الذي يسهم في زيادة المناسبات السعيدة في مجتمعنا،
خصوصاً إذا تمت وفق ضوابط ومن دون إسراف وفي حدود لا تنافي الشرع،
بل تساعد على تحسين وتطوير المرحلة المقبلة لأصحاب هذه المناسبات الذين قد تكون العلاقة بينهم قد تأثرت ببعض الظروف السلبية،
فتأتي مثل هذه المناسبات والتي عادةً ما تكون أسرية لتذيب ما قد يكون موجوداً في الأنفس من رواسب.
لقد أكد فضيلة الشيخ بأن الأمر ليس احتفالاً دينياً أو تشبهاً،
بل هو تهنئة شخصية من القلب لأم أو أب أو زوجة أو أخ أو أخت أو قريب أو صديق تقول له فيها كل عام وأنت بخير،
وتسأل الله أن يديم عليه الصحة والعافية والفرح والسعادة، فما أجمل أن يصحو أحد والديك ويجد بجواره وردة مصحوبة ببطاقة تقول له فيها (كل عام وأنت بخير)،
وكيف بك وقد عدت إلى منزلك بعد جهد وتعب وعناء يوم طويل وفتحت الباب،
فوجدت قطعة كيك قد وضعت على طاولة الطعام ووجدت زوجتك وأبناءك حولها يقولون لك (كل عام وأنت بخير) يا بابا،
أو لو قامت زوجتك من نومها فوجدت أمامها هديةً مصحوبة ببطاقة تقول لها فيها (كل عام وأنت بخير)،
فما مقدار الفرح والسرور الذي ستناله جراء هذا العمل وكيف سيكون تأثيره فيمن حولك.
لقد طغت المادية على حياتنا وغرقنا في بحر العمل والارتباطات المختلفة فلم نعد نتذكر قريبا أو صديقا،
وأصبحنا لا نلتقي بمن تربطنا بهم علاقات أسرية أو صداقة إلا في النادر من خلال حفلات زواج أو العزاء أو تهنئة عيد
وحتى تلك - إن حدثت – فهي في كثير من الأحيان تتم من خلال رسائل جوال،
ولذلك فإن إباحة الشيخ سلمان لمثل هذه الاحتفالات من شأنها أن تكون عاملاً مساعداً لزيادة روابط الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع،
وتسهم في زيادة المناسبات السعيدة في مجتمعنا والتي منها الإحتفال باليوم الوطني

*نقلاً عن صحيفة "الاقتصادية" السعودية