الفنانة زينب السجيني تروي قصة الحياة والإبداع
الفنانة زينب السجيني
ولدت زينب السجيني الفنانة المصرية الشهيرة في عام 1930 وشهدت طفولتها في ربوع مصر القديمة، حي الجمالية والحسين والأزهر، ولا تزال الفنانة منذ ستينيات القرن العشرين تبدع لوحات إنسانية راقية ذات بصمة مميزة للغاية .. التقاها "محيط" وكان هذا الحوار :
محيط : ما المؤثرات التي أثرت إبداعك منذ الطفولة ؟
- المكان أكثر شيء تأثرت به، وحينما كنت طفلة كنت أسير من حي الضاهر للحسين حيث بيت جدي، وأمر على منطقة النحاسين، وهم صناع الأواني من النحاس، وكنت أراقبهم وهم يغنون أثناء العمل، وكنت أمر على شارع المعز وأرى عمارته الإسلامية ، وأمر على الحارات المرصوفة بالحجر فأشاهد بيت القاضي وجامع السلطان قلاوون ، كل هذه الأماكن كان لها طعم ولون .
من أعمال الفنانة ولا أنسى ذكريات الموالد التي ترفع فيها الأعلام، ومقهى أمام بيتنا كان صاحبها يهيأها منذ الصباح برش الماء وتبخير المكان لاستقبال الزبائن ، وكل ذلك ترك بصمات بداخلي مع هؤلاء الناس الطيبين المتعاونين .
بيت جدتي كان يحوي مشربية تخرج على الشارع، وكانت جدتي دائما في البيت، ولا أنسى هذه الكسرات التي كنا نراها في السلالم ونتخطاها ، وحينما ندخل البيت نجد مقعدا به دواليب خشبية ، و"شلت" مرصوصة على الأرض، والمنقد وقلل المياه المبخرة . وفي المواسم كنا نغني أغنيات مثل "وحوي يا وحوي"، وننتظر المسحراتي لينادي على كل منا باسمه، ثم بعد المغرب ينطلق الأطفال قائلين "يا صايم قوم أفطر ع الكحكة أم سكر".
من أعمال الفنانة وكنت قريبة فيما بعد من عمي النحات جمال السجيني، وبدأت اهتماماتي بالناس تزداد ، ولذلك ظهروا في أعمالي ومنهم العمالين والفلاحين ومعيشتهم وهل لديهم ما يكفيهم أم لا .
أذكر أنني حينما كنت أبلغ من العمر 19 عاما أصبت بجلطة في ساقي وظللت في الفراش ثلاثة أشهر، وتأثرت بهذه الحادثة في اختياري للألوان ولبعض الموضوعات، وقد تأثرت بمعيشتي مع عمي وخاصة أنني كنت أحب الفن للغاية، وكنت "صبي" عنده أرش تمثال بالمياه أو أعجن مصيص أو أغسل القالب وأزيته وأحيانا أكون موديل، وأحظى بمكافئات وألوان في المقابل.
وقد نصحتني أسرتي بالإلتحاق بكلية الفنون الجميلة خاصة أنها كانت قريبة من المنزل وتناسب حالتي الصحية، وبالفعل دخلت قسم الديكور حتى أستقل بنفسي بعيدا عن النحت والتصوير، وسهرت ليال طويلة حتى تفوقت ، وأذكر أن الفنان سامي رافع كان زميلي وكان متفوقا عني دائما ، وكان مشروع تخرجي حول "تكية المغاوري" .
ارتبطت بعد الدراسة بالفنان عبدالرحمن النشار، وأعجبني أنه يرسم ما يريد رسمه بحرية، بدون تقيد بظروف السوق، ومن هنا اتجهت لمجال تدريس التصميم وأصبح إنتاجي الشخصي في مجال التصوير .
من أعمال الفنانة محيط : كيف انفصلت عن عمك السجيني إبداعيا رغم طول مدة بقائك معه؟
- بالفعل كنت مرتبطة بعمي، لدرجة أنه حينما تزوج عشت معه وزوجته في منزله، واكتسبت من هذا خبرات في تقنية النحت، لكنني لم أهو هذا المجال، وخاصة أن حالتي الصحية لم تكن تمكنني من الوقوف فترات تطويلة ، كما أنني أحببت أن تكون لي شخصيتي المستقلة ، ولكني لا أنكر أن اسم السجيني ساعدني في حياتي بانتسابي لعائلة فنية .
محيط : هل كان لزوجك الفنان تأثيرا عليك كمبدعة ؟
- النشار كان مخلصا لعمله جدا وصادقا ، ولهذا تعلمت منه أشياء إيجابية، لكن أحيانا تحدث منافسة بين الزوجين المبدعين، ولكني دوما كنت أفضل أن أكون زوجة لفنان ناجح ، وليس أن أحقق نجاحات وأفسد منزلي ، وأرى أن جيل الشباب عليه أن يتعلم إلغاء الأنا من بيت الزوجية وإعلاء فكرة "نحن" حتى ينجحوا، خاصة في حالة زواج المبدعين .
من أعمال الفنانة
محيط : هل تذكرين صراعات خضتيها كمعظم الفنانين من جيلك ؟
- مطلقا. فأنا أعتبر الفن كهواية، وأسعد بأداء العمل، فأجنب نفسي أي صراع يمكن أن يحد من انطلاقي مع عملي، فالفنان لابد أن يكون صافيا من داخله حتى يبدع .
محيط : ما رأيك في صراع كليتي "التربية الفنية" و"الفنون الجميلة" ؟
- هو حالة من حالات الإنتماء للمكان، وأذكر أنني تخرجت من كلية الفنون الجميلة فوجهني السجيني لدراسة التربية لأن مناهجها تحوي مواد نظرية تزيد ثقافتي منها علم
النفس وتاريخ الفن والخامات
.
من أعمال الفنانة
لكن كلية الفنون تركز على الجوانب الإبداعية الفنية وتعطي الطلبة البعد الأكاديمي في كل شيء فيتخرج طالب عال في تقنياته لكن لا يشترط أن يكون مبدعا لأنها موهبة واستعداد، وقد استفدت من نصيحته كثيرا وأصبحت أنصح بها طلبة التربية الفنية الذين يتمنون الإلتحاق بكلية الفنون .
محيط : ما رأيك في الحركة التشكيلية ؟
- أنا غير متابعة جيدة لها ، ولكني أعرف أخبارها من فنانين حولي .
من أعمال الفنانة
منقول