رديمــــــــــــــة جزاك الله خيرا وبارك فيك
*********************
من كتاب موارد الضمآن لدروس الزمان للشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله
***
قال الشيخ رحمه الله :
وَمِمَّا يسلِي ويسهل المصائب أن يعلم الْعَبْد أنه لولا ما قدره الحكيم العليم
على عباده من محن الدُّنْيَا ومصائبها لأصاب الإِنْسَان من أدواء الكبر
والعجب والفرعنة وقَسْوَة الْقَلْب ما هُوَ سبب هلاكه عاجلاً وآجلاً ،
فمن رحمة أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أن يتفقده فِي الأحيان بأنواع من أدوية المصائب
تَكُون حمية لَهُ من هَذِهِ الأدوية ، وتَكُون حفظًا لصحة عبوديته ،
فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلى بنعائمه كما قِيْل :
شِعْرًا :
( قَدْ يَنْعِمُ اللهُ بِالبَلْوَى وَإِنْ عَظُمَتْ
( وَيَبْتَلِي اللهُ بَعْضَ الْقَوْمِ بِالنِّعَمِ )
فلولا أَنه سُبْحَانَهُ يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا وتجبروا فدى الأَرْض .
قَالَ تَعَالَى :
﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ﴾ ،
فَإِنَّ من شيم النُّفُوس إِذَا حصل لها صحة وفراغ وأمر ونهي وكلمة نافذة من غير
زاجر شرعي يزجرها تمردت وظلمت وسعت فِي الأَرْض فسادًا .
ومِمَّا يسلي ويسهل المصائب ويكون سببًا للصبر على المصيبة أن
يعلم الإِنْسَان أن الجزع لا يرد المصيبة ، بل يضاعفها ،
فتزيد المصيبة وأن
الجزع يشمت الْعَدُوّ ويسوء الصديق ، وينهك الجسم ، ويسر شيطانه ويضعف النفس ،
وقَدْ يحبط الْعَمَل ، وَإِذَا صبر واحتسب أخزى الشيطان وأرضى الرب ،
وسر الصديق ، وساء الْعَدُوّ ، وَهَذَا من الثبات فِي الأَمْر الديني . وَمِمَّا يسلي ويسهل المصائب أن يوطن الإِنْسَان نَفْسهُ أن كُلّ مصيبة تأتيه هي
من عَنْدَ الله وأنها بقضائه وقدره وأنه سُبْحَانَهُ لم يقدرها عَلَيْهِ ليهلكه بها
ولا ليعذبه وإنما ابتلاه ليمتحن صبره ورضاه وشكواه إليه وابتهاله ودعاءه .
شِعْرًا : وَكُلُّ مُصِيبَات أَتَتْنِي فَإِنَّهَا
( سِوَى غَضَبِ الرَّحْمَنِ هَيِّنَةُ الْخَطْبِ )
فإِن وفق للرضا وَالشُّكْر فقَدْ أفلح ، وإن تسخط ولم يرض فقَدْ خاب وخسر
__________________