خرج من غرفته بخفين مثقلين ، وفم يتدافع منه التثاؤب ،وأزرار ثوبه مفتوحه ، واضعآ شماغه
فوق كتفه ممسكآ جواله بيده وهو ينادي الخدامه بصوت عالى لتحضر الشاي ، ثم يتبع بسؤال
متكرر : هل اتصل علي أحد ؟ ونظرات يبعثرها يمنه ويسره عله يجد سببآ للنزاع مع من حوله ،
على اثرها دخل والده قادمآ من المسجد بعد صلاه المغرب , وعندما ابصر ابنه بهذه الحاله
هز راسه يمنه ويسره وهو يحوقل ، أما الأبن فتجاهل الوضع وكأنه لم يرا شيئآ محا ولآ تجنب
حوار قد يعييقه عن موعد مع احد اصدقا ئه، لاكن والده قد عزم هذه المره العزم على الفصل
في وضع إبنه ، جاءت الخدامه تحمل الشاي والخوف يدفعها ، قال لها الاب ضعيه في المجلس
فأ رتسمت على محيا الا بن علامات الضجر برغم علمه انه هو المقصود قال : هل سيأتيك ضيوف يا والدي؟ ..قال الاب لا ، لكنني اود ألجلوس معك على انفراد .
ذهب الاب إلى المجلس وتبعه ألابن بخطوات مثقله واخته تتبعه بنظره شماته عليه وفرح بموقف
والدها . بعد أن جلسا رفع بصره إلى السماء ودفع من صدره آهه كبيره ولسان حاله يسئل
الا عانه من الله . في حوار يأمل أن يكون تربويآ ونا فعآ ، وقال : يا بني عمرك لآن ثما نيه عشر عامآ وانت الى الان .... تنام عن الصلوات المكتوبه ولا تبالي متى تؤديها ولا كيف تؤديها،
وعندما تستيقظ يسبقك حاله من الطوارئ، كل من في البيت يحا ول جاهدآ تجنب مقابلتك .
او الصدام الخاسر معك . تبذل وقتك في السهر مع رفاقك ، وتأبى ان تصحب أخوتك الى الطبيب
أو امك الى السوق ، ياتينا الضيوف فلا يجدونك ونذهب اليهم فلا ترافقنا ، تمضي الساعات
الطوال مع اصحابك في لعب الورق ومشاهده القنوات الفضائيه أو في الاحاديث الذابله، وتبخل على مستقبلك بساعه تقضيها في مراجعه دروسك ، همك ان تجد سيا رتك نظيفه وملابسك مكويه
وتسئل عن ادق التفاصيل , ولا يخطر ببالك ان تسئل عن جدتك المريضه، أهذه حياه ترضاها لنفسك ؟ اهذه طريق تأمل ان تقودك إلى السعاده الحقه ؟.. اتحدى ان تكون قد امضيت خمس دقائق تتأمل فيها وضعك ووضع اصحابك الذين تصحبهم إلى ما بعد منتصف الليل. اسئل نفسك كم
مره تناولت معنا العشاء . اسئلها كم مره زرت فيها جدتك؟ ... متى آخر مره صليت فيها فرضآ غير الجمعه في المسجد . بل إنك حتى صلاه الجمعه كثيرآ ما تفوتك الركعه الاولى منها ؟ ,,,,
أنا لا اطلب منك المستحيل ، وفجأه قطع حديث الاب صوت كوابح مع ارتطام شديد ...
خرجا وهما يسئلان الله اللطف .. وبعد خطوات من الجري توقف الابن وهو يردد لا لا ...
ثم جثا على ركبتيه وهو يجهش با لبكاء، وعاد اليه والده قائلا مابك ؟ هل تعرفه ؟
اجابه نعم انه صديقي الذي كنت على موعد معه . قبل حديثك معي كان من المفروض ان اكون معه الان . لولا اراده الله . ثم حديثك معي . اتدري يا والدي كنت اتمنى ان حديثك معي سريعآ ليس
لانني مللته ولاكن كنت قد عزمت الامر بمصارحه صاحبي بأن يتغير مسار حياتنا إلى ما يرضي الله
ثم يرضي والدينا غير ان ما ترى من قضاء الله وقدره قد سبقنا إليه .!!!!!!مع تحيات شعفول