عندما يبزغ النور
ويلج غرفتي من ثقوب الستار
ينير الزوايا بضوء خجول
يعلن بدء يوم جديد
يدون تاريخه في دفتر العمر
أدرك أنني في نقصان منه
اذا لم اسمع صوتك أو همسك
ولم ألتق طيفك في مساحة من الزمان
وأدرك أن الوقت تجمد على عقارب ساعة صدئت دقائقها
وخوت من كل شيء
الا من الشوق اليك...
ويحلو لي عند ذلك النور الممزق
وفي تلك الساعة التي غادرت نفسها
أن أنظر اليك
أن ألمس يديك
ويحلو لي عطرك
وعقارب ساعتك الدوارة
ساعتي صدئة أما ساعتك فلا..
حبيب الروح
ما أظن الهوى يعلن افلاسه الا لفراقنا
وما أظن الايام تبكي الا لغربتنا
أتنساني!
وأنا هدب تعلق بجفنك ينظر اليك
أتنساني
وانا كلمة صغيرة بين شفتيك ارتشفتها لتغيب في أعماقك
أتنساني!
وأنا تنهيدة صدرك وزر ورد في عروة قميصك
كيف تنساني
وأنا سر على فمك
يحاول أن يبوح ولا يبوح
أن يروي عطشه بحبك
أن يهفو الى الشمس تارة
ويطعن حقائق العالم كلها...
اه حبيبي!
الأفق بعيد
وكذلك أنت
ما كنت أحسبك سرابا
فكل ما فيك يدعوني للحياة
وكان بلون الطبيعة الهادئة
أما اليوم وقد آثرت الغياب
في مدينة الخيالات
في ساحة الظلال
في عروق يابسة
وبين أحرف صامتة
في زوارق ضيعت دربها
وغلبها الموج الصاخب
أما اليوم
فقد آثرت اطفاء شمعة سكبت دموعها فرحا بك
وأحرقت نفسها احياء لنبضك
لم يعد للكلام مكان
هو أيضا فرض عليه حظر التجول في مراسيلنا
لم يعد للابتسام صفة
وقد تخلت عنه النعوت
اليوم وقد آثرت الرحيل
سأكم أفواه الأمكنة التي تسأل عنك
وسأختفي في عيون المساء
في كتاب بكى الشعر فيه حنينا اليك...