في هدأة هذا الليل الحالم حيث يسير الكون يردد إيقاع الفجر القادم يأبى قلمي إلا أن يتماهى في محبرة الايام ، يختال فؤادي يتمادى في عشق الاحلام ، أكتب عن سر لا يعرفه الزخم الهائل من جيل اليوم العابث حيث يصير يصفق خلف الاوهام ، أكتب عن سر لا يعرفه إلا من كان فتيا يملك عقلا يحمل في جنبات الروح سموا يتجاوز خارطة الايام .
يا من يقرأ حرفي خذ مني كنزا ينفع أن تستثمر فيه العمر وتسكن فيه القصر وتدرس فيه وتنجح فيه وتكون الارقى في كل مكان وزمان ، ولسوف تغادر ذاك الدار البائس في آخر حي خلف ركام من عبث الشيطان ، ولسوف تحلق في قلب فضاءات الكون بروح يسمو فوق الاكوان ، ولسوف تسير الاجيال تباعا تقتات على روض تزرعه تسقيه بفيض الايمان .
والآن وقبل البوح بسري لابد بأن أشكو شيئا من حزني أنثره بين يديكم عل لديكم ترياقا يمسح عني تلك الاحزان ، يحزنني بل يقتلني أن أبصر جيلا لا يهتم بهذا الروح وهذا القلب لا يملك وعيا يجعله يختار طريق الفرسان ، يعبث بالوقت ويجري خلف الساعة يستمرئ جيش الهذيان ، تسأله عن يوم مر وآخر جاء وماذا قدم ساعات ودقائق وثوان .
سري يا أهلي يا ناسي يا سلوة عمري يا نشر العطر ويا عبق الريحان ، سري أن نسمو فوق سمو الانسان ، سري أن نحفظ هذا الوقت وهذا العمر ونسهم في هذي الاوطان ، سري أن ننجز للدنيا كي نبني مجدا يتجاوز خارطة الاوطان ، سري أن نتفقد أنفسنا ماذا قدمنا في هذي الايام .
وإذا ماشئت بأن تختبر مقدار طموحك كي تبني أحلاما فوق الأحلام ، فتقصى وقتك حتما سوف ترى مستقبلك القادم يتخلل كل الساعات ويخترع الايام ، راقب أوقاتك يا هذا ولسوف ترى مستقبلك يجري قبلك بنكهة هذا الوقت الآن .
هذا سري .. هذا سري .. هذا سري
منقول من صفحته على الفيس بوك..