"الأبيض" يجلب لگم السهر..ويأخذ منگم العافية! تحقيق - معاوية بن أحمد الأنصاري ـ فوزية المحمد
حذّر عدد من المختصين في مجال المنشطات الطلاب من استخدام حبوب الامفيتامينات (المنشطات) أو ما يطلق عليها الحبوب البيض أو أبو ملف، والتي يروج لها في مثل هذه الأيام بين الطلاب وهم يستعدون للاختبارات بحجة أنها تساعد على التركيز وزيادة الحركة.
وعرض عدد من المختصين في الطب النفسي الآثار الناجمة عن تعاطي هذه المنشطات، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن كل الموجود في الترويج خطر جداً حيث إن عملية الغش لم تقتصر على المواد العادية بل حتى المحظورة. (الدعوة) استطلعت عدداً من المختصين حول مخاطر تعاطي تلك المنشطات ومدى صحة المزايا التي تروج حولها فكان هذا التحقيق:
بداية حذّر الدكتور فلاح بن محمد العتيبي استشاري الطب النفسي مدير الخدمات الطبية بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض الطلبة من تعاطي شبح الامتحانات المخيف "الامفيتامين" والذي يتسلل خفية بين الطلبة أثناء فترة الامتحانات في محاولة وهمية ليتجاوزوا هذه المرحلة الصعبة غير مبالين بالنتائج المترتبة جراء تعاطيها.
وقال العتيبي: إن الرغبة الأكيدة للطالب سواء على المستوى المدرسي أو الجامعي بضرورة تحقيق هدفه في التقدم والرقي وإثباته لذاته ولنفسه أمام أسرته مما يجعله حريصاً كل الحرص على الاستيعاب والمذاكرة بصورة جيدة، ونتيجة لذلك يدخل بعض أبنائنا في صراعات نفسية وتظهر عليهم علامات التوتر والقلق وقلة النوم وعدم تحمل الإزعاج والضوضاء وضعف الشهية مع صعوبة في التركيز وسهولة التعب وإحساس بكتمة في الصدر وصعوبة التنفس وآلام بالجسم وشد في العضلات وأعراض جسمية متعددة، وهذا ما يسمى بقلق الامتحانات.
الوقوع في براثن الإدمان
وقال في مجمع الأمل: إنه نتيجة للمفاهيم الخاطئة يدخل بعض أبنائنا الطلاب في استعمال مواد خطرة على الصحة النفسية والعقلية والجسدية بحجة أنها تساعدهم على السهر وتجعلهم يؤدون مهامهم بصورة أفضل لأنها في مفهومهم تزيل عنهم التعب وتساعدهم على التركيز وترفع مزاجهم ولا ينامون فيحصلون أكبر فائدة ووقتاً للمذاكرة، وأشهر هذه المواد هو ما يطلق عليه العامة "المسهرات" والمدمنون يطلقون عليه عدة ألقاب أشهرها "الأبيض" ومعروف عند الأطباء ما يسمى الامفيتامين، وهذه الامفيتامينات من أشهر المواد على مستوى العالم انتشاراً للإدمان، ويلجأ إليها الطلبة في هذا الموسم لمساعدتهم على تحصيل دروسهم، ولا يعلمون أنهم يلقون بأنفسهم في براثن الإدمان على هذه الحبوب ولكنهم يحظرونها ويعلمون زملاءهم حتى لا يقعوا فيما وقعوا فيه هم أنفسهم.
وأضاف استشاري الطب النفسي: إنه من نظرية طبية تعمل هذه الامفيتامينات داخل الدماغ على موصلات المخ الكيميائية وهي التي تنقل الأوامر من خلية إلى خلية لتنفيذ عملية معينة مثل التفكير أو المشاعر أو الإدراك، أو الانتباه، أو السلوك، بمعنى أي عملية يريد الإنسان تنفيذها لا بد أن تكون عن طريق المخ أو بالأحرى عن طريق الموصلات بالمخ ولذلك إن الخلل في هذه الموصلات هو الذي يؤدي إلى فقدان الوظيفة التي يقوم بها هذا الموصل وبالتالي خلل بالعملية المطلوبة مثلاً التفكير بالطريقة الصحيحة أو خلل بالسلوك أو المشاعر أو غيرها من العمليات الكثيرة، وتعمل هذه الامفيتامينات على موصلات الدوبامين وتؤدي إلى زيادة نشاط إفراز هذا الموصل بين خلايا المخ مما يؤدي إلى ما يطلق عليه بمرض الذهان وهو مرض يتميز بوجود الضلالات، وفي حالة الامفيتامين يعاني المريض من الضلالات الزورانية أي ضلالات الاضطهاد والعظمة، ويعاني من الهلاوس السمعية والبصرية واضطراب شديد بالسلوك والعدوانية واضطراب المزاج والوجدان وقد تؤدي زيادة الجرعات في بعض الحالات إلى نوبات صرعية شديدة وخطيرة بل وفي بعض الحالات زيادة الجرعات تؤدي إلى الوفاة.
دور المدرسة والبيت
وحذّر الدكتور العتيبي من اللجوء إلى سوء استخدام العقاقير والركض وراء المفاهيم الخاطئة وأصدقاء السوء وشدد على أهمية دور المدرسة والأسرة في تفهيم أولادنا المفاهيم الصحيحة وتنظيم الوقت، مؤكداً أن التدخل السريع وبصورة صحيحة لمراجعة الطبيب النفسي عند ملاحظة الأسرة أو المدرسة أعراض سوء استعمال العقاقير يحقق نتائج طبية جيدة في الشفاء بإذن الله، وشدد على ضرورة تنظيم الطالب لوقته من بداية العام الدراسي حتى لا يشعر بهذا التوتر والقلق مع ضيق الوقت في نهاية العام، وأكد أن على المدرسة والأسرة دوراً مهماً في تنبيه أبنائنا الطلبة على ضرورة تنظيم الوقت والتحصيل الجيد المنظم منذ بداية العام.
وهم التركيز
من ناحيته تناول الدكتور عبدالرزاق الحمد استشاري الطب النفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي عن أبرز الدوافع التي يمكن من خلالها أن يلجأ الطلاب إلى استخدام المخدرات في أوقات الامتحانات دون النظر إلى خطورتها قائلاً: تتركز أهم الدوافع لاستخدام حبوب "الكبتاجون" أو الامفيتامينات في ليالي الامتحانات وأيامها فيما يلي:
الحاجة إلى الوقت وبالتالي فإن هذه الحبوب تقلل النوم والحاجة إليه مما يوفر وقتاً اضافياً يمكن الطالب من استثماره في الدراسة واستيعاب المناهج التي لم يتمكن الطالب من إنهائها في الوقت المحدد.
وأيضاً الحاجة إلى التركيز وزيادة الفهم أثناء الدراسة والوهم القائم بأن هذه الحبوب تزيد القدرة على التركيز والتحصيل، وكذلك الحاجة إلى النشاط ودفع الشعور بالكسل الذي لا يساعد على التركيز ومواصلة الدراسة.
دوافع الاستخدام
لقد ارتبط عند الطلاب استخدام هذه الحبوب مع الامتحانات للدوافع السابقة وذلك فيما أرى للأسباب التالية:
تعود الطلبة والطالبات على الفوضى في حياتهم وذلك لفقدان التنظيم في الأسرة أو لفقدان التنظيم عند الطالب أو الطالبة وذلك لأننا لا نهتم ببناء صفة حب النظام والترتيب في البرنامج اليومي والحفاظ على الالتزام بجدول زمني للأمور مثل النوم والدراسة واللعب أو الترفيه والواجبات الأسرية والاجتماعية وهكذا.
والطالب أو الطالبة الذي ينشأ في أسرة تختلط فيها الأمور فلا حدود للنوم ولا مانع من الترفيه في أي وقت والزيارات الأسرية تتم بشكل عشوائي وهكذا مما يغرس في الأبناء الفوضى وبالتالي لا يستطيعون استغلال وقتهم بشكل جيد ولا استثمار الوقت وتوزيعه بين أمور الحياة وواجباتها وترتيب الأولويات في ذلك مما يضيع الوقت ويوجد التسويف والتأخير والتأجيل للواجبات ولمتابعة المنهج فيضطر الطالب أن يبحث عن وقت لاستيعاب المنهج فيلجأ لهذه الحبوب.
الشعور بالمسؤولية
كما أن تعود الطالب أو الطالبة على عدم احترام الوقت وذلك بانعدام التربية على الشعور بالمسؤولية والشعور بقيمة الحياة وأهمية وضرورة وجود أهداف وغايات سامية جادة في الحياة وأن الحياة هي الوقت فعلينا أن نستغله استغلالاً إيجابياً والملاحظ أن الطالب يتعود على أن الحياة عبث ولهو ولا يدري حتى لماذا يدرس في كثير من الأحيان، وأما تعويد الطفل والمراهق على حب العلم والقراءة وتثقيف النفس والبحث عن الجديد وبناء تكوين شخصية ذات أهداف ومبادئ وثقافة لها غايات عملية جادة فهو الذي يبني أفراداً يحبون العمل ويجدون في التنافس والبذل وبالتالي يستثمرون وقتهم وحياتهم دائماً في أيام الدراسة وفي أيام الإجازات بكل مفيد حتى أثناء الترفيه المنظم والمفيد. ومن الأسباب ضعف اهتمام الأسرة بغرس الطريقة الصحيحة للدراسة وهي طريقة المتابعة المستمرة والدائبة منذ بداية العام بمتابعة الواجبات والدروس أولاً بأول وألا يكون الاهتمام فقط في أيام الامتحانات. وكذلك ضعف دور الأسرة في متابعة الطالبة أو الطالب في علاقاتهم مع أصدقائهم وألا يتورطوا في علاقات قريبة من استغلال المروجين لأبنائنا وأما الإهمال فهو سبيل الوصول إليهم وإلى قرنائهم من زملاء أبنائنا.
وسائل التحصين
وحول أهم الوسائل المساعدة على عدم استخدام المخدرات تحدث الدكتور عبدالرزاق قائلاً: يأتي ضمن أهم هذه الوسائل ما يلي:
تعليم الطلاب والطالبات الطريقة الصحيحة السليمة في المذاكرة والدراسة.
وكذلك تعليم الطلاب والطالبات قيمة الوقت والجدية في أخذ الحياة وحب الطموح والتنافس في العلم والإبداع والعمل. ومتابعة الطلاب من بداية العام مع المدرسة والمدرس والمشرفين ودفعهم للجد حتى لا يحتاجوا لهذه الحبوب.
لا بد من الوعي بأضرار هذه الحبوب وغيرها من المخدرات وتثقيف الطلاب بهذه الأضرار باستمرار في وسائل الإعلام والمدارس حتى لا يكونوا سذجاً يقعون فريسة سائغة للمروجين لها. وضرورة فتح الباب لطلابنا بأن يبادروا بمعالجة أنفسهم والإبلاغ عن كل من يتعاطاها للمدرس وإدارات المدارس حتى يتم حصارها وكبح المروجين وعلاج الضحايا المتأثرين.
حقائق واجب معرفتها
وقال: نصيحتي لكل من وقع تحت خداع المروجين واستخدام هذه الحبوب أن يعلم الحقيقة التالية:
إن هذه الحبوب تعمل على تفريغ الخلايا من مخزونها من مواد معينة في خلايا المخ وبالتالي تعمل على إجهاد خلايا المخ إجهاداً كبيراً، فهي صحيح أنها تقلل النوم ولكنها لا شك أبداً تقلل التركيز والقدرة على الانتباه في الأشياء الدقيقة وتجهد المخ.
كما أن هذه الحبوب تزيد في النشاط الذهني بإبعاد النوم، ولكنها تؤدي إلى ضعف وإجهاد جسدي كبيرين بعد استخدامها مما ينهك العضلات ويضعفها ولذا فإن كثيراً ممن يستخدمونها يعرفون هذه الحقيقة فيأخذون بعدها الحبوب المنومة كالباريتورات التي تنوم الفرد ولفترات طويلة حتى يستعيد نشاطه الجسمي. وتحدث الذهان العقلي والذي يتسم بصورة من الأعراض تشبه أعراض انفصام العقل كالهلاوس والشعور بالإحباط وكم من طالب أو شاب استخدمها وجاء مكبلاً للعيادات النفسية أو مكرهاً من قبل أسرته أو مطارداً من الشرطة بسبب هذه الحالة حين فضحته أمام أهله فاضطرب واختل تصرفه فاخطر أهله على السعي لعلاجه. بالإضافة إلى أن هذه الحبوب تعرف عند كل الأطباء اليوم بأنها من أهم أسباب الاكتئاب والحزن المزمن والذي يقاوم العلاج ولا يستجيب للمعالجة بشكل جيد ويؤدي في أحيان كثيرة إلى الانتحار أو إلى ما يعرف باضطراب فقد الدوافع حتى يكون الفرد متبلداً لا اهتمام عنده ولا دوافع ولا حماس للحياة ولا لشيء فيها. ولذا فإن شبابنا لا بد أن يعوا الحقيقة التي أرجو أن تكون دافعاً لهم للبعد عن هذه السموم ومحاربتها والتعاون جميعاً لبناء مجتمع نظيف من كل أسباب الانحراف والفساد والمرض.
الهياج العصبي
من ناحيته أكد د.عادل إبراهيم عبدالسلام اخصائي الطب النفسي بمجمع الأمل بالرياض أن هذه الحبوب تسبب للمتعاطي اليقظة وزيادة الطاقة والشعور بالقوة والثقة ونقص الشهية للطعام ويؤدي استعمال هذه الحبوب إلى التوتر وعدم النوم والهياج العصبي واحتقان الوجه مع ارتفاع ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم وزيادة ضربات القلب ورعشة باليدين. وأحياناً قد تؤدي إلى نوبات صرع وفشل بالدورة الدموية قد يؤدي إلى الوفاة أخطر العواقب العضلية هي حدوث نوبات ذهان حادة والتي قد تؤدي إلى ذهان مزمن (ذهان الامفيتامين) ويتميز بوجود ضلالات في التكفير وشكوك في المحيطين به وهلاوس بصرية أو سمعية قد تؤدي إلى سلوك عدواني لأن المتعاطي يشعر بالقوة والجرأة مع اختلال عقلي وقال د. عادل: إن أكثر الفئات عرضة لاستعمال هذه الحبوب هم الطلبة بحجة أنها تساعد على السهر والاستذكار وغالب هؤلاء الطلبة يفشلون في دراستهم لأن هذه الحبوب تسبب اضطرابات نفسية وضعف الذاكرة والتركيز والاكتئاب النفسي كذلك بعض قائدي الشاحنات على الخطوط الطويلة وأحياناً الرياضيين والمصابين بالبدانة.
الاكتئاب ونقص الوزن
كما تسبب هبوطاً نفسياً وحركياً واكتئاباً نفسياً وخمولاً وضعفاً جنسياً وقد يستمر ذهان الامفيتامين ويصبح ذهاناً مزمناً، وما يساعد على انتشار هذه الحبوب ما يشاع عنها أن تؤدي إلى انشراح الصدر وقوة الجنس وزيادة الطاقة للعمل لكن في الحقيقة بعد فترة بسيطة من استعمالها يجد الإنسان نفسه مصاباً بأعراض عكس ذلك تماماً من اكتئاب نفسي وضعف جنسي وخمول وعدم الرغبة في العمل وعزلة اجتماعية مع نقص الوزن.
ظلمات السجون
من ناحيته قال الرائد محمد القاسم، من إدارة المخدرات بالقوات المسلحة أنه وتحت مسمى المنشطات وقع كثير من السذج في وحل الإدمان على المخدرات حيث ضلوا طريق النشاط الطبيعي الذي قدره الله تعالى بعلمه وحكمته في جسم الإنسان والذي يتمثل في الاطمئنان والراحة النفسية والجسدية، ومضوا لاهثين وراء نشاط الزيف والوهم بتعاطي الحبوب المنشطة.
فهذا طالب رام النجاح بتفوق على أقرانه بتعاطي المنشطات ليواصل السهر ليحقق نتائج أفضل في الامتحانات فرمته المخدرات في ظلمات السجون والمصحات.
وذاك رياضي قوي الجسم مفتول العضلات استخدم المنشطات فأصابه الوهن والفتور فأصبح في عداد الأموات.
وهذا سائق أرعن لم يراع حاجة جسمه الماسة للنوم فتعاطى المنشطات زاعماً مواصلة السير ليل نهار وما علم أنه يقود نفسه إلى الهلاك فتراه لا يشعر بالنوم مع عدم تركيزه في القيادة السبب الذي يقع خلف الكثير من الحوادث المرورية المروعة.
وعن العلامات الدالة على تعاطي الامفيتامينات والأضرار الناتجة عنها قال القاسم: هناك عدة علامات يمكن من خلالها معرفة ما إذا كان الطالب يتعاطى هذه الحبوب ومنها:
* اتساع حدقة العين.
* كثرة حك الأنف لجفاف الغشاء المخاطي وظهور رائحة كريهة من الفم.
* كثرة الحركة والكلام وعدم الاستقرار.
* ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب وزيادة إفراز العرق نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم.
* قلق وتوتر وشعور بالاضطهاد والشك.
* اضطرابات في الجهاز الهضمي وضعف الشهية للطعام.
* ضعف الذاكرة وصعوبة التفكير والبلادة.
* ارتعاش اليدين.
* الضحك المفاجئ والكباء بدون سبب.
* إرهاق وتوتر شديد نتيجة وجود المادة المنبهة في جسمه مما يؤدي إلى عدم القدرة على النوم.
* اضطراب الحواس وسماع أصوات لا وجود لها.
تليف الجهاز العصبي
من جانبه لفت الدكتور ناصر بن صالح العود عضو الجمعية السعودية لمكافحة المخدرات (وقاية) الانتباه إلى أن كل الموجود في الترويج خطر جداً حيث إن عملية الغش لم تقتصر على المواد العادية بل حتى المحظورة للأسف الشديد لذلك إضافة لخطورة الإدمان على الحبوب المنشطة والتي غالباً ما تروج خلال هذه الأيام بسبب الاعتقاد السائد والخاطئ أنها تساعد على زيادة الحصيلة المعرفية والذهنية للطلاب أثناء تأدية الامتحانات ولا يمكن حصر مضار هذه المخدرات في هذه العجالة لكن يكفي ما ذكر أنها مغشوشة وتسبب تلفيات في الجهاز العصبي تصل إلى درجة أن الشخص قد يصاب بالفصام والهذيان.
وعن بقاء هذا النوع من الحبوب في الجسم (الدم) تأثيرها قال العود: إن التأثيرات الكيميائية للحبوب تصل إلى درجة تبقى في الجسم مدة تتراوح بين 01 - 03 يوماً لذلك من السهل اكتشاف المتعاطين لها من خلال التحاليل الطبية.
سبل الوقاية
الدكتور فهد الربيعة أستاذ علم النفس المشارك بجامعة الملك سعود بالرياض قال: إن هناك عدداً من الطرق الوقائية التي يمكن أن يستخدمها الطالب للتصدي لتلك السموم منها على سبيل المثال:
* توجيه الطالب التوجيه الصحيح لكي ينظم وقته بحيث يبدأ في المذاكرة منذ بداية الدراسة حتى لا تتراكم عليه الواجبات مما قد يضطره إلى السهر طوال الليل في المذاكرة واللجوء إلى تلك السموم للتغلب على النوم وهذا الدور تقوم به الأسرة والمدرسة مستخدمين في ذلك أساليب التدعيم الإيجابي للمحافظة على استمرارية السلوك الجيد.
* التربية الدينية وذلك عن طريق تعميق جذور المبادئ الدينية القويمة والأخلاق الكريمة والصفات الحميدة في نفوس الطلاب وهذا الدور الوقائي يُعد أهم واجبات الأسرة والمدرسة معاً.
* نشر الوعي بأضرار السهر واستخدام تلك المواد بين طلاب المدارس والجامعات وذلك عن طريق وسائل الإعلام المختلفة.
* إقامة ورش عمل يشارك فيها عدد من المتخصصين في علم النفس والطب النفسي عن الأضرار الجسمية والنفسية والاجتماعية لتلك المواد وتقام هذه الورش في المدارس والجامعات قبل بداية الاختبارات.
أضرار السهر
هذا وقد درج كثير من الناس على السهر حتى الساعات الأولى من الفجر، خصوصاً الطلاب والطالبات خلال فترة الاختبارات، وهم لا يدركون خطورة السهر، ويتناسون أن نوم النهار مهما بلغت ساعاته لن يكون عوضاً عن نوم الليل. . وقد جعل الله الليل لباساً والنهار معاشاً.
في البداية تحدث إلينا الدكتور عبدالله العبد الجبار استشاري نفسي حول أضرار السهر، فقال: الليل سكون والنهار حركة وعمل، ومخالفة ذلك يعتبر مخالفاً للفطرة الإنسانية التي تقودك إلى حالة صحية سيئة ومضطربة، فنوم ساعة من الليل قد يعادل نوم ضعفها في غير ذلك من الأوقات. وتؤدي قلة النوم إلى خلل في جهاز المناعة الذي هو خط الدفاع الأول والأخير ضد الأمراض. وهذا الجهاز مبرمج على ساعات اليقظة وساعات النوم التي يحتاج إليها الإنسان، وعند حدوث تغيير في هذه الدورة الدموية يصاب جهاز المناعة بالتشويش والفوضى ونحذر من تناول المنشطات على مختلف أنواعها خلال فترة الامتحانات أو غيرها، خصوصاً بعد أن ثبت علمياً ضرر هذه المواد على الصحة الجسمية والنفسية للطالب أو على أي شخص يلجأ إلى تعاطيها. هذا بالطبع ينعكس أثره سلباً على أداء الطالب خلال فترة الامتحانات. لذلك يجب أن ينام الطالب ليلة الامتحان مبكراً ليستيقظ مبكراً، فيستطيع أن يسترجع معلوماته من خلال الكتب، ثم الذهاب إلى الامتحان وهو صافي الذهن ومع مراعاة عدم النقاش مع الزملاء قبل دخول الامتحان حتى لا يتشتت ذهنه.
إرهاق خلايا المخ
تساعد المنبهات مثل الشاي والقهوة على تحمل السهر، ولكنها لا تزيد من استيعاب المخ للمعلومات. ويجب أن يعلم الطالب كيف يستخرج المعلومة ويستنتجها بمفرده من دون حفظها، فإذا حدث ذلك فلن يحتاج إلى السهر. كما أن الطالب عندما يشعر أن لديه القدرة على السهر يستمر في المذاكرة لأنه يخاف دائماً من النوم على الكتاب بسبب ملل المذاكرة، لذلك يحاول أن يظل مستيقظا دائما على أمل إمكان تحصيل العلم في المساء بشكل أفضل، ولكن هذا علميا غير صحيح، حيث إن كثرة السهر ترهق خلايا المخ فتقل القدرة على التحصيل والاستيعاب رغماً عن الطالب، لذلك ينصح الطالب بعدم السهر لفترة متأخرة من الليل خصوصاً ليلة الامتحان. وقد ثبت أن النوم مفيد في ترتيب المعلومات، وإضافة الجديد منها إلى المعلومات السابقة، وكذلك في التخلص من المعلومات التي لا فائدة منها.
أما تعاطي العقاقير المنبهة والمنشطة بهدف زيادة القدرة على السهر والتركيز، فهي تعمل على زيادة طاقة المخ فيشعر الشاب أنه ينجز أكثر، لكنه وهم وسلوك خاطئ باعتبار أن هذه المواد، وإن كانت توحي في ظاهرها للشخص بالحيوية والنشاط، لكنها في الحقيقة سرعان ما تفقده في المقابل القدرة على الفهم والتركيز والاستيعاب، وسرعان ما يزول أثرها أيضاً. مما يفقد الطالب القدرة على الاستيعاب وعدم اختزان أي معلومة من المعلومات التي يرغب في الاستفادة منها، ويعجز عن استعادة ما استذكره.
تأثير الغذاء
أما الدكتور رشود الشقراوي استشاري التغذية العلاجية فيقدم بعض النصائح للطلاب فيقول:
يلعب الغذاء دوراً في التأثير على سلوكيات التعلم والتحصيل عند الطلاب والطالبات وذلك عن طريق عدة أساسيات حيث إن قلة العناصر الأساسية المتوفرة في الطعام وعدم توفره يؤدي إلى اضطرابات في الجسم وخاصة سوء التغذية والذي قد يؤثر تأثيراً مباشراً على نشاط المخ ومن هذه العوامل المؤثرة ما يلي:
أولاً: غذاء غير كافٍ: يجب أن نعلم أن للطعام والغذاء تأثيراً في كيمياء وأعصاب الدماغ وكذلك في تطوير وتكامل النظام العصبي عند الأطفال والتلاميذ. وقد أشارت بعض الدراسات أن عدم الاهتمام بتوفير الطعام بكميات كافية للأطفال والتلاميذ يؤثر على صحتهم عن طريق حدوث بعض المشاكل الصحية والسلوكيات النفسية وكذلك في الناحية التحصيلية مقارنة بالتلاميذ والأطفال الذين يحصلون على طعام جيد وخاصة وجبة الإفطار وللأسف الشديد أن هناك نسبة من الأطفال لا تتوفر لديهم كميات مناسبة خلال اليوم لتناولها وقد أشارت دراسات في أمريكا إلى أن حوالي 4% من فئة الأطفال يعانون من عدم توفر الطعام لديهم لذلك يجب على الأم والأب مراعاة هذه النقطة وتوفير الغذاء بشكل جيد وبكميات مناسبة لأن الطفل في هذا العمر يبني ويحتاج إلى غذاء وخاصة وجبة الإفطار التي ترتبط بشكل كبير بالتحصيل العلمي والتعليم.
النوع والكم
ثانياً: عدم توفر العناصر الغذائية الجيدة: قد يعتقد بعض أولياء الأمور أن توفير الغذاء بكميات كبيرة هو الطريقة الوحيدة لتغذية سليمة للطلاب والحصول على سلوك تعليمي جيد وتحصيل مستمر خلال مراحل التعليم المختلفة. إلا أنه يجب الحرص على نوعية الغذاء وليس فقط الكمية حيث إن سوء التغذية ونعني بذلك نقص وجبات الطلاب لبعض العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد والزنك والأحماض الدهنية الأساسية له تأثير على تطوير الإدراك والفهم والتحصيل وعموماً يجب الحرص في فترة الامتحانات التي تعتبر من الفترات الحرجة لذلك يجب توفير الأغذية الصحية وخاصة الإفطار حيث يجب توفير البيض والجبن وكذلك الحليب وبعض الخضار (خيار، طماطم، جزر) وكأس عصير فكل هذه الأغذية يحتاجها الطالب للحصول على العناصر الأساسية للجسم وللعقل لزيادة النشاط والحيوية والاستيعاب كذلك لابد للطالب من الحرص على زيادة السوائل مثل الماء والعصير والحليب والابتعاد عن المنبهات مثل القهوة والشاي ومشروبات الطاقة التي تعتبر من أكثر المشاكل في تغذية الطلاب والطالبات مما سبق يتضح أن للتغذية السليمة وعدم إهمال الوجبات المتوازنة والحرص على البعد عن الأغذية الخاوية والمنبهات سوف يكون له دور كبير في الحد من التشويش عند الطلاب، كما أن لتوفير هذا الطعام المناسب والمتكامل دوراً في زيادة التفكير والتركيز والمذاكرة بشكل جيد والحصول على الدرجات الجيدة.
الحد من السهر والنوم الجيد
وعن نصائحه للطلاب في فترة الاختبارات يقول الشقراوي: مما لاشك فيه أن هذه الفترة من السنة يحرص الطلاب والطالبات على السهر لفترات طويلة وقد يلجأ بعضهم لسهر طول الليل والذهاب إلى الاختبار وهم مواصلون وهذا بدون شك له تأثير سلبي على الطلاب والطالبات، حيث إن أخذ الطالب قسطا كافيا من النوم مطلوب للحد من أي مشاكل لا قدر الله ولذلك فإنه يجب الحد من السهر وخصوصاً أنه قد يلجأ إلى الإكثار من المنبهات مثل القهوة والشاي وقد يلجأ بعضهم لاستخدام مشروبات الطاقة وهو في الواقع له تأثير سلبي على الأعصاب مما يكون له تأثير عكسي على الاستيعاب والتركيز لذلك فالطلاب والطالبات يجب الحرص على الابتعاد عن المشروبات المنبهة التي تحتوي في الغالب على الكافيين والذي له تأثير سلبي.
يجب الحرص على الطالب لأداء بعض التمارين الرياضية التي تساهم في تنشيط المخ وتزيد من عمله وبالتالي تؤدي إلى حدوث نشاط له وخاصة أن التمارين الرياضية البسيطة تساهم في زيادة تدفق الدم إلى جميع الأعضاء وخاصة تدفق الدم إلى المخ وبالتالي سوف يساهم إمداد المخ بالأوكسجين وكذلك يساهم في امداد المخ بالعناصر الغذائية المهمة والتي سوف تساهم في زيادة نشاط وقدرة وعمل المخ.
تغييرات فسيولوجية
وعن نصائحه للطلاب في فترة الاختبارات يقول الشقراوي: إن تعرض الإنسان بشكل عام والطلاب بشكل خاص للضغوط النفسية وقلة توفر الهدوء خلال فترات الدراسة يسهم في العديد من التغيرات الهرمونية والفسيولوجية الداخلية فعلى سبيل المثال فإن هذه الضغوط لها تأثير على زيادة إفراز هرمون "الكورتيزول" وهو أحد هرمونات الغدة الكظرية التي تقع على الكلية. يلاحظ أن زيادة إفراز هذا الهرمون يسهم بشكل كبير في الحد من التركيز ويقلل من نشاط المخ فيقل معدل الحفظ والاستيعاب، كما أن إفراز هذا الهرمون له تأثير على إفرازات أخرى حيث يشجع في إفرازات البنكرياس التي تسهم في إفراز الهرمون المسئول عن تنظيم السكر في الدم "الأنسولين" وهذه الزيادة في إفراز هذا الهرمون لها تأثير على الحد من استخدام السكر في تغذية المخ وإمداده بالطاقة مما يؤدي إلى الحد من استخدام السكر بشكل جيد فيؤدي ذلك إلى نقص في الطاقة التي تكون متوفرة للمخ مما يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل في نشاط المخ وقوته وبالتالي يحد من عملية الاستذكار ويقلل من قدرة الطالب على الحفاظ وتذكر المعلومات.
إن للتهوية الجيدة دوراً مهماً في إراحة الجسم والحد من التوتر والاضطراب لذلك فإنه يجب تهوية المنزل بشكل عام والغرفة بشكل خاص وبالتالي من ذلك سوف يحد من تلوث الجو الذي يعتبر أساسا في عملية التحصيل وخاصة أن هذه الأيام يزيد فيها انخفاض درجات الحرارة لذلك يجب فتح النوافذ وتنقية هواء الغرفة وخاصة التي سوف يقوم الطلاب والطالبات بالدراسة فيها.
مما سبق يتضح أهمية الغذاء المتوازن للطلاب والطالبات أثناء فترة الامتحانات، كما أن الابتعاد عن المنبهات أمر مطلوب لرفع مستوى التركيز أثناء الامتحانات ولا ننس أن للرياضة دوراً في سلامة المخ وزيادة تركيزه وأيضاً للنوم دور في المساهمة في زيادة تثبت المعلومات في المخ لذلك يجب على الطلاب والطالبات الحد من السهر، حيث إن للنوم دوراً في زيادة التركيز للطلاب وبالتالي فإن للنوم وخاصة في الليل مهمة المساهمة في زيادة التحصيل وتثبيت المعلومات كما أن للجهد النفسي والضغط دوراً في الحد من استذكار المعلومات والإجابة على الأسئلة وتذكر ما تمت دراسته لذلك يجب علينا خلال فترات الامتحانات بشكل خاص توفير المناخ المناسب للطلاب ليتم الاستذكار بشكل جيد بعيداً عن الضغوط النفسية التي تسهم بشكل كبير في الحد من قوة التركيز.