آفدكيا
في وقت تبللت أطرافه بأفياء الأصيل .. أتحسس فروة ذاكرتي وأعود أدراج التذكر لأزمنةٍ يتربص النسيان بأمكنتها ..
أعدو خلف البدايات , استنهض ظلاً تحت ملاءة الأيام غفا وأقطع مسافات تحلّقت حولها أمنيات مبتورة
ومن مواقيت سهر .. ليل من الضياء خالي الوفاض ووحدة تصطحب الليل إلى صومعتها المعزولة عن الفرح أكتب لك :
عن حدائق أيامٍ معلّقة وأمكنة تغزل تفاصيلها وشاح الذكريات , عن قلب ارتدى بياض الأحلام وحرفٍ تهفو إليكِ أفئدة معانيه من كل نبض عميق ..
آفدكيا .. قبل هذا الوقت
حنين استطالت أطرافه تلامس بيتاً تكحلت أعينه بالرواشين وشوارع مفتوحة على فجر يحمل رائحة صباحك ...
فجر يودّع قبلة الليل الأخيرة وصباح يرتب على طاولة الضوء دفئه , صباح يكسو الفرح مواعيده وشوارع ذاكرتها خطوات يهز إيقاعها قاعة الروح وأركان المشاعر
قبل هذا الوقت يا آفدكيا
آمال تعبر قوس البصر وأفق يتشسّع داخلي أبخرة حلم ألتصق بنشوتها , استطرادات أحلام يطوف بالحكاية عطرها وأغصان نفس اخضرّت بالأمنيات أوارقها
نبض يحاول ترويض الوقت في مسافات انتظار متوترة وعين تشتاق أهدابها كحل الحنان , ترقب هطول أنثى تبعث في الروح يقظة الحياة وترسم للأشواق خارطة الطريق
قبل هذا الوقت يا آفدكيا
نجمة تركب مدّ ليل أمواجه تهذي أخيلة .. وأدغال حلم أبحث في أحراشها عن رصيف لقاء
نجمة وضوء يتكاثر في عين السهاد , وأنامل حلم تحضن لفافة فكرة يعج اشتعالها بروائح التأمل , أدخنتها تغوص في عميق الحنايا كحكاية تتمدد في الذاكرة حين نعيش تفاصيلها , فكرة أشهقها .. وأزفرها أفكاراً ترقص على مقاماتها الحروف .
قبل هذا الوقت يا آفدكيا
شجرة وطريق .. وسيل استفهامات من أعلى الانتظار انحدر
شجرة تقاسم السرَّ أطرافُها , وظل تُؤوي تلافيفه جمعاً من دموع تلتف حول أمنية ثكلى
طريق وظل لا يمل مرافقتي ..وغبار أيام يلتصق برموش ذاكرته ..
في عِز الحنين عَز اللقاء , مفاتيح الكلام غلّفها الصدأ والأشواق المتدافعة على ضفاف الانتظار تكسرت كدمعة عين تشظى مسار ضوئها على صخرة انتظار لغائبٍ لن يعود
شجرة وظل ..وأطياف تخطو فوق قِباب الذاكرة
طريق تهطل على سطور اتجاهاته أمطار ذاكرة , ومنسوب سؤال يرتفع وتطفو مياهه: أين أنتِ يا آفدكيا ؟!
الحربيـ يوسف