شكراً أخي العزيز أبو محمدنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
قضية ضرب المعلم للطالب وهل يصح استخدام الضرب كوسيلة تربوية أم لا ..و..
هي قضية شائكة ومتشعبة، والحديث حولها كثر فيه الجدل .
ولم يصدر المنع ، ويظهرالجدل والخلاف بين مؤيد ومعارض،إلا عندما ساء استخدامها
وبشكل لا يليق ولايدل على وعي ورقي من قٍبل بعض المعلمين،رغم نجاحها قديماً
لتقويمها السلوك وتهذيب الطالب،وحثه على المثابرة والإهتمام،واحترام وتقديرمربيه ومعلميه.
ونأتي هنا للنقاش وابداء وجهات النظر في الموضوع :
س1 / هل ترى إن الضرب وسيلة تربوية؟
من وجهة نظري الشخصية أرى ان الضرب الذي يكون في حدود المعقول والغير مبرح هو أحد الوسائل التربوية بشكل عام وليس في التعليم الدراسي فقط ،وقد أقرت ذلك النصوص الشرعية كضرب الزوجة الناشز ، وضرب طفل العاشرة إن ترك الصلاة ضرب تأديبي غير المبرح،ضرباً ليس فيه تعذيب أو تأثيرجسدي، وبشرط أن يكون آخر وسائل التربية، كما يقال آخر العلاج الكي.
س2 / هل تؤيد ضرب المعلم للطالب ؟
المعلم الذي يتق الله ويراعي الأمانة ويعمل بإخلاص يعي تماماً أنه كُلف بأن يحمل على عاتقه رسالتين تجاه طلابه وليست رسالة واحدة أولا التعليم ، وثانياً التربية.
ومن المعلوم أن للتربية أساليب عديدة تستخدمها الأسرة في تربية أبنائها ، كما يستخدمها المعلم تجاه الطلاب في المدرسة،فالأسرة والمعلم يجب أن يكون دورهما متكامل ومترابط،لنجاح التربية والتعليم للطالب بالشكل الصحيح ، وبما أن أحد أساليب التربية الضرب من قٍبل الأسرة فعلى المعلم استخدامه أيضاً لقيامه بالتربية ومن باب الثواب والعقاب.
وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
ما حكم ضرب الطلاب لغرض التعليم والحث على أداء الواجبات المطلوبة منهم لتعويدهم على عدم التهاون فيها ؟
فأجاب: (لا بأس في ذلك ؛ فالمعلم والمعلمة والوالد كل منهم عليه أن يلاحظ الأولاد ، وأن يؤدب من يستحق التأديب إذا قصَّر في واجبه حتى يعتاد الأخلاق الفاضلة وحتى يستقيم على ما ينبغي من العمل الصالح ، ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرِّقوا بينهم في المضاجع " ، فالذَّكر يُضرب والأنثى كذلك إذا بلغ كل منهم العشر وقصَّر في الصلاة ، ويؤدَّب حتى يستقيم على الصلاة ، وهكذا الواجبات الأخرى في التعليم وشئون البيت وغير ذلك ، فالواجب على أولياء الصغار من الذكور والإناث أن يعتنوا بتوجيههم وتأديبهم لكن يكون الضرب خفيفاً لا خطر فيه ولكن يحصل به المقصود ).انتهى كلامه رحمه الله " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 6 / 403).
وأرى أن تكون هناك ضوابط للضرب ومنها كما جاء في كتاب ( عقوبة الضرب في ضوء الشريعة الإسلامية ) لـعبداللطيف العجلان(.. يضبط الضرب وخاصة في الحقل التعليمي بأن تحدد الأداة ومتى يمكن استخدامها والمكان،وأن يكون العقاب بيد أحد المسئولين في المدرسة فقط، كمدير المدرسة أو الوكيل أو غيرهما،..)
وأضيف أيضاً يجب استخدام الضرب كآخر وسائل التربية ، وبدون عنف،وترك ضرب الأعضاء المنهي عنها،وعدم استخدام الضرب في حالات الغضب والإنفعال الغير مبرر.
وبمناسبة عدم الضرب في حالة الإنفعال والغضب سأحكي لكم قصة ظريفة قرأتها عن أحد المدرسين يقول(بينما أنا أقوم بعقاب طالباً مهملاً في أداء الواجب ،وكان الطالب يسحب يده كلما اقترب السوط من يده، وتكرر المشهد ،فغضبت وانزلت السوط قوياً وسريعاً على يد الطالب ولم يصبه وهويت أنا ووقعت على الأرض وضربت بيدي الحائط ،فقمت متأثراً وجلست على الكرسي وطلبت من الطالب العوده الى مقعده والجلوس!!! عندها سألني الطلاب : لماذا ياأستاذ لا تضربه؟! فقلت:كنت سأضربه ضرباً خفيفاً لإهماله واجباته. أما الأن بعد وقوعي لو ضربته فسيكون أنتقاماً ، وأنا أضرب المستحق ليتعلم ولا أضرب بقصد الإنتقام ).
س3 / هل ترى إن مثل هذا المعلم يستحق العقوبة ؟
من وجهة نظري هنا أرى أن هذا المعلم يستحق العقوبة ،لعدة أسباب :
1/ لأنه استخدم الضرب في غير محله فليس هناك ذنبا أوسبباً مقنعاً يستدعي ضرب الطالب الذي أراد سؤاله أثناء الشرح.
2/ لخطئه باستخدام وسيلة الضرب كأول وسائل العقاب التربوي ،على افتراض حدوث ما يستحق العقاب من الطالب.
3/ لحمله ( لي ) للضرب وهي أداة ممنوعة لما يسبب الضرب بها من أثار جسدية مؤلمه ومهينة.
4/ لضربه للطالب على وجهه وهذا منهي عنه شرعاً
لحديث أبي هريرة عن النبي أنه قال: «إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه»
وقد سُئِلَ فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن حكم الصفع في الوجه فأجاب بقوله: الوجه أشرف عضو في الإنسان، وبه الجمال، وهو أشد البدن تأثرًا، ولهذا تجد أن العيب يساوي عدة عيوب في بقية البدن، وهو كما أنه أشد من غيره من الناحية الحسيَّة، فإنه أشد من غيره من الناحية المعنوية (النفسية)، لهذا أمر الرسول اتقاء الوجه عند الضرب، فقال: «إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه»،وعلى هذا، فالذي يضرب الإنسان في وجهه، سواء كانت معلمة، أم أمًّا، أم أبًا، أم أخًا، أم غير ذلك، فإنه يكون عاصيًا لرسول الله،وإذا أراد أن يضرب فليضرب في غير هذا المحل).
أرجو المعذرة للإطالة فقد حاوات تضمين وجهة نظري بالأدلة والشواهد ما أمكن.
وقد تكون هناك أراء تخالف ما ذهبت إليه،وهذا أمر صحي ،ولااختلاف فيه،
فهو يثري القضية،للوصول للرأي الأمثل،والأصلح، والمتفق عليه.
واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
تحياتي وتقديرينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي