أرى الشرر يغلي بين عينيه
وأنا أجر أقدامي باتجاه البيت والعرق يتصبب من وجهي والرعشة في يداي وكأنني محكوم عليه بالإعدام
رفعت يدي لأطرق الباب وأنا أبلع ريقي بصعوبة
لم يكن خيال
فعمى قريب سأرى أشياء تتكسر وعصى ينهال فوقي وصراخ حتى يسمع الجيران
وطرقت الباب
وفُتح الباب
وإذ به جالس بالصالة على كرسي يقرأ كتاب
نظر إلى وجهي وقال أدخل
قدماي لا تستطيع حملي ولساني عجز حتى عن السلام
فصرخ
" قلت ادخل.
لا أعلم كيف تحركت قدماي وجلست بالكرسي المقابل له
وبعد أن أنهى كلماته في صفحته التي كان يقرأها في الكتاب
رفع رأسه وقال
"هل نجحت..؟
اسود وجهي وتلعثمت لساني وأنا في موقف لا يحسد عليه
هززتٌ رأسي بالنفي
فأخذ نفساً عميقاً وهو يقول " حسبي الله ونعم الوكيل: إنا لله وأنا إليه راجعون"
وأنا أقول في نفسي"هل سأموت لكي تقول إنا لله وإنا إليه راجعون"
ثم قال لي
" يا ولدي كم صار عمرك..؟
قلت :
" الواحد والعشرون"
قال:
" هل تذكر عندما كنت آلاعبك وأجعلك تفعل ما تشاء وأنت صغير
حتى بلغت السابعة من عمرك ومن بعدها حاولت نصحك وضربك
حتى بلغت سن البلوغ
كان يجب علي أن أأدبك لأنه سن خطر
لم أكن افعل إلا ما أمرني به سيد البشرية
إذ يقول
(لاعب ولدك سبعاً وأدبه سبعاً وصاحبه سبعاً ......)
" أسمع نصيحة لن يقولها أحد ,
يا ولدي في الدنيا تستطيع أن تعيد مرة ومرتين وثلاث ولكن يوم القيامة أما إلى جنه أو إلى نار
فليس هناك إعادة
وليس هناك غيرها فلا تنسى
يابني
أبني آخرتك ولا تنسى دنياك"
ثم تبسم وقال:
" يا ولدي هل تستطيع أن تعيد السنة وتأتي بدرجة أفضل"
هل تستطيع أن تنافس أصدقائك وقد سبقوك .
هل تستطيع ..؟
أختبر نفسك وأنساني
هذه حياتك
ومضى
وجلست أفكر
هل سوف أسبق أصدقائي
مستحيل
فهم الآن في مراحل الجامعة
وأنا مازلت في الثانوية
ليته ضربني
ما أجمل تلك الكلمة
في الدنيا تستطيع أن تعيد ولكن في ألآخرة أما إلى الجنة وإما إلى النار
وشددت همتي ونافست
.
.
.
.
.
وحصلت على المركز الأول في المملكة
وبعثتني المملكة إلى الخارج لأدرس على حسابها الخاص
فنسى الناس
ذلك الراسب
وتذكروا ذلك المتفوق
الذي فاق الجميع
ولكنهم
لن يتذكروا
تلك الكلمات
في الدنيا تستطيع أن تعيد السنة مرة ومرتين وثلاث ولكن في الآخرة أما إلى الجنة وإما إلى النار منقول
مشكور يا أبي
رد مع اقتباس
