لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: التواضع

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية "فلة"

    مملكة حـواء
    تاريخ التسجيل
    02 2010
    المشاركات
    16,014

    Post التواضع

    التواضع



    يحكى أن ضيفًا نزل يومًا على الخليفة عمر بن عبد العزيز، وأثناء جلوسهما انطفأ المصباح، فقام الخليفة عمر بنفسه فأصلحه، فقال له الضيف: يا أمير المؤمنين، لِمَ لَمْ تأمرني بذلك، أو دعوت من يصلحه من الخدم، فقال الخليفة له: قمتُ وأنا عمر، ورجعتُ وأنا عمر ما نقص مني شيء، وخير الناس عند الله من كان متواضعًا.

    *يحكى أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- كان يحلب الغنم لبعض فتيات المدينة، فلما تولى الخلافة قالت الفتيات: لقد أصبح الآن خليفة، ولن يحلب لنا، لكنه استمر على مساعدته لهن، ولم يتغير بسبب منصبه الجديد. وكان أبو بكر


    -رضي الله عنه- يذهب إلى كوخ امرأة عجوز فقيرة، فيكنس لها كوخها، وينظفه، ويعد لها طعامها، ويقضي حاجتها.

    وقد خرج -رضي الله عنه- يودع جيش المسلمين الذي سيحارب الروم بقيادة أسامة بن زيد -رضي الله عنه- وكان أسامة راكبًا، والخليفة أبو بكر يمشي، فقال له أسامة: يا خليفة رسول الله، لَتَرْكَبَنَّ أو لأنزلنَّ، فقال أبو بكر: والله لا أركبن ولا تنزلن، وما على أن أُغَبِّرَ قدمي ساعة في سبيل الله.
    *وقد حمل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الدقيق على ظهره، وذهب به إلى بيت امرأة لا تجد طعامًا لأطفالها اليتامى، وأشعل النار،وظل ينفخ حتى نضج الطعام، ولم ينصرف حتى أكل الأطفال وشبعوا.
    *ويحكى أن رجلا من بلاد الفرس جاء برسالة من كسرى ملك الفرس إلى الخليفة عمر، وحينما دخل المدينة سأل عن قصر الخليفة، فأخبروه بأنه ليس له قصر فتعجب الرجل من ذلك، وخرج معه أحد المسلمين ليرشده إلى مكانه. وبينما هما يبحثان عنه في ضواحي المدينة، وجدا رجلا نائمًا تحت شجرة، فقال المسلم لرسول كسرى: هذا هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. فازداد تعجب الرجل من خليفة المسلمين الذي خضعت له ملوك الفرس والروم، ثم قال الرجل: حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر.
    *جلست قريش تتفاخر يومًا في حضور سلمان الفارسي، وكان أميرًا على المدائن، فأخذ كل رجل منهم يذكر ما عنده من أموال أو حسب أو نسب أو جاه، فقال لهم سلمان: أما أنا فأوَّلي نطفة قذرة، ثم أصير جيفة منتَنة، ثم آتي الميزان، فإن ثَقُل فأنا كريم، وإن خَفَّ فأنا لئيم.
    *ما هو التواضع؟
    التواضع هو عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس، بل على المسلم أن يحترم الجميع مهما كانوا فقراء أو ضعفاء أو أقل منزلة منه. وقد أمرنا الله -تعالى- بالتواضع، فقال: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} [الشعراء: 215]، أي تواضع للناس جميعًا. وقال تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين} [القصص: 83].
    وسئل الفضيل بن عياض عن التواضع، فقال: أن تخضع للحق وتنقاد إليه، ولو سمعته من صبي قبلتَه، ولو سمعتَه من أجهل الناس قبلته. وقد قال أبو بكر -رضي الله عنه-: لا يحْقِرَنَّ أحدٌ أحدًا من المسلمين، فإن صغير المسلمين عند الله كبير.
    وكما قيل: تاج المرء التواضع.
    تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم:
    خير الله -سبحانه- نبيه صلى الله عليه وسلم بين أن يكون عبدًا رسولا، أو ملكًا رسولا، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون عبدًا رسولا؛ تواضعًا
    لله -عز وجل-.
    والتواضع من أبرز أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، والنماذج التي تدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم كثيرة، منها:
    أن السيدة عائشة -رضي الله عنها- سُئِلَتْ: ما كان النبي يصنع في أهله؟ فقالت: كان في مهنة أهله (يساعدهم)، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة. [البخاري].
    وكان يحلب الشاة، ويخيط النعل، ويُرَقِّع الثوب، ويأكل مع خادمه، ويشتري الشيء من السوق بنفسه، ويحمله بيديه، ويبدأ من يقابله بالسلام ويصافحه، ولا يفرق في ذلك بين صغير وكبير أو أسود وأحمر أو حر وعبد، وكان صلى الله عليه وسلم لا يتميز على أصحابه، بل يشاركهم العمل ما قل منه وما كثر.
    وعندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، دخلها صلى الله عليه وسلم خافضًا رأسه تواضعًا لله رب العالمين، حتى إن رأسه صلى الله عليه وسلم كادت أن تمس ظهر ناقته. ثم عفا صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة وسامحهم وقال لهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) [سيرة ابن هشام].
    أنواع التواضع:
    والتواضع يكون مع الله ومع رسوله ومع الخلق أجمعين؛ فالمسلم يتواضع مع الله بأن يتقبل دينه، ويخضع له سبحانه، ولا يجادل ولا يعترض على أوامر الله برأيه أو هواه، ويتواضع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يتمسك بسنته وهديه، فيقتدي به في أدب وطاعة، ودون مخالفة لأوامره ونواهيه.
    والمسلم يتواضع مع الخلق بألا يتكبر عليهم، وأن يعرف حقوقهم، ويؤديها إليهم مهما كانت درجتهم، وأن يعود إلى الحق ويرضى به مهما كان مصدره.
    فضل التواضع:
    التواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس، وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس، وينشر الترابط بينهم، ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس، وفوق هذا كله فإن التواضع يؤدي إلى رضا المولى -سبحانه-.
    قال الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) [مسلم]، وقال الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تواضع لله رفعه الله) [أبو نعيم]. وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد) [مسلم].
    وقال الشاعر:
    إذا شــِئْتَ أن تَـزْدَادَ قَـدْرًا ورِفْـــعَــةً
    فَلِنْ وتواضعْ واتْرُكِ الْكِبْـرَ والْعُجْـــبَا
    التكبر:
    لا يجوز لإنسان أن يتكبر أبدًا؛ لأن الكبرياء لله وحده، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (قال الله -عز وجل-: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار) [مسلم وأبو داود والترمذي].
    فالإنسان المتكبر يشعر بأن منزلته ومكانته أعلى من منزلة غيره؛ مما يجعل الناس يكرهونه ويبغضونه وينصرفون عنه، كما أن الكبر يكسب صاحبه كثيرًا من الرذائل، فلا يُصْغِي لنصح، ولا يقبل رأيا، ويصير من المنبوذين.
    قال الله -تعالى-: {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحًا إن الله لا يحب كل مختال فخور} [لقمان: 18]، وتوعد الله المتكبرين بالعذاب الشديد، فقال: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير حق}
    [الأعراف: 146]، وقال تعالى: {كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار} [غافر: 35].
    والله -تعالى- يبغض المتكبرين ولا يحبهم، ويجعل النار مثواهم وجزاءهم، يقول تعالى: {إن الله لا يحب المستكبرين} [النحل: 23]، ويقول تعالى: {أليس في جهنم مثوى للمتكبرين} [الزمر: 60].
    صور التكبر:
    ومن الناس من يتكبر بعلمه، ويحتقر غيره، ويغضب إذا رده أحد أو نصحه، فيهلك نفسه، ولا ينفعه علمه، ومنهم من يتكبر بحسبه ونسبه، فيفتخر بمنزلة آبائه وأجداده، ويرى الناس جميعًا أقل منزلة منه؛ فيكتسب بذلك الذل والهوان من الله.
    ومن الناس من يتكبر بالسلطان والجاه والقوة فيعجب بقوته، ويغتر بها، ويعتدي ويظلم، فيكون في ذلك هلاكه ووباله.
    ومنهم من يتكبر بكثرة ماله، فيبذِّر ويسرف ويتعالى على الناس؛ فيكتسب بذلك الإثم من الله ولا ينفعه ماله.
    جزاء المتكبر:
    حذَّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الكبر، وأمرنا بالابتعاد عنه؛ حتى لا نُحْرَمَ من الجنة فقال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)
    [مسلم وأبو داود والترمذي]. وقد خسف الله الأرض برجل لتكبره، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي في حُلَّة (ثوب) تعجبه نفسه، مُرَجِّل جُمَّتَه (صفف شعر رأسه ودهنه)، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة) [متفق عليه].
    ويقول صلى الله عليه وسلم: (يُحْشَرُ المتكبرون يـوم القيامة أمثـال الذَّرِّ (النمل الصغير) في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بُولُس، تعلوهم نار الأنيار، يُسقَون عصارة أهل النار طِينَةَ الخبال) [الترمذي]، ويقول صلى الله عليه وسلم : (حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه) [البخاري].
    فليحرص كل منا أن يكون متواضعًا في معاملته للناس، ولا يتكبر على أحد مهما بلـغ منـصبه أو مالـه أو جاهه؛ فإن التواضع من أخلاق الكرام، والكبر من أخلاق اللئام، يقول الشاعر:
    تَوَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظـِـــرِ
    على صفحـات المــاء وَهْوَ رَفِيــعُ
    ولا تَكُ كالدُّخَانِ يَعْلُـــو بَنَفْسـِـــهِ





    على طبقــات الجـوِّ وَهْوَ وَضِيــعُ.






    التعديل الأخير تم بواسطة "فلة" ; 26 -04- 2011 الساعة 06:45 AM

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية راجوان
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    المشاركات
    10

    رد: التواضع

    شكر الله لك غاليتي
    لا يحرمك الله خلق التواضع

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هيسوكا
    تاريخ التسجيل
    02 2010
    المشاركات
    14

    رد: التواضع

    شكرا لك على ماقدمت

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عاشق تراث جازان
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    الدولة
    جازان
    المشاركات
    64

    رد: التواضع

    سلمت يدا على الموضوع وأشكرك لك هذا الأبداع والتميز الله يعطيك العافية
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رديمة

    *¨`*:{سيدة المكان}:*¨`*
    رحمها الله رحمة الأبرار
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    منتديات صامطة
    المشاركات
    31,152

    رد: التواضع

    بارك الله فيك يالغاليه
    وجزاك الله خير
    في ميزان حسناتك ان شاء الله


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بارك الله فيك حفيدي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية "فلة"

    مملكة حـواء
    تاريخ التسجيل
    02 2010
    المشاركات
    16,014

    رد: التواضع

    يعافيكم جميعاً

    ولكن مني كل الشكر

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نسايم ليل

    المنتديات الإسلامية
    تاريخ التسجيل
    10 2010
    المشاركات
    15,462

    رد: التواضع


    التكبر:
    لا يجوز لإنسان أن يتكبر أبدًا؛ لأن الكبرياء لله وحده،

    جزاك الله خير حبيبتي

    صدقتي ربي يرزقك الفردوس الأعلى
    أحب الصالحين ولست منهم ....لعلي أن أنال بهم شفاعة
    وأكره من تجارته المعاصي ...ولو كنا سواء في البضاعة







  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خزامى

    المنتدى العام
    تاريخ التسجيل
    08 2008
    المشاركات
    24,219

    رد: التواضع


    يا له من خلق جميل فهو من أهم الأخلاق التي يمكن أن يتصف بها المؤمن لأن الله عز وجل يحب من يتصف به، فهذا الخلق هو الخلق الوحيد الذي يتصف به المؤمن فقط وهو.. التواضع..


    إن المتكبر هو الذي يرى كل شيء بالنسبة له صغيرا، أما المتواضع، فلا يرى لنفسه قدرا أو فضلا بين الناس، وهو من يرى فضل الله في كل شيء ولا يرى لنفسه فضلا في أي شيء، فلا يفرح ويتفاخر بما هو فيه.

    قال تعالى: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون". ويقول علماؤنا: كن كمجرى النهر، أي اجعل نفسك كالنهر يوصل الخير للناس ولا يرى نفسه ولا يمن على غيره بما يوصله من خير إلى الآخرين. فمن فضل الله علينا أن اختارنا مسلمين موحدين له فلا يصح أن نتفاخر أو نتكبر بما تفضل الله به علينا أو بما رزقنا من أموال، فإذا رأيت لنفسك فضلا في شيء فاعلم أن الله لا يحبك لأنك نسيت فضل الملك وما فضلك به على غيرك ونسبت الفضل لنفسك، وفضل الله علينا ليس من تعبنا ولا مجهودنا فالله هو الذي وفقنا إليه من البداية، فله الفضل في الأولى والآخرة.


    عن ابن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر" (صحيح مسلم).. وهذا الوعيد من الله يعود إلى أن الكبر هو أقرب الذنوب للكفر ففيه عند وتكبر على الملك عز وجل.

    أما سبب الرفعة فيكمن في تواضع العبد بين عبيد الله.. "وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما". فعباد الرحمن تواضعوا لأنهم عرفوا مقام الملك فاستشعارهم بمقام الله عز وجل جعلهم ينكسرون بين يديه ويتواضعون بين عبيده.


    قال الله عز وجل: "فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين".

    فمن صفات عباد الله الذين يحبهم أنهم متواضعون بين المؤمنين، يتحلون بالعزة بين الكافرين.
    ومن نماذج التواضع تواضع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان من شدة تواضعه يجلس حيث ينتهي المجلس, فلا يختار مكانا معينا حتى يجلس فيه.


    ومن أقواله صلى الله عليه وسلم: "ما نقص مال من صدقة, وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزة, ومن تواضع لله رفعه الله" (صحيح مسلم)، ومن حديث "حارثة بن وهب": قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأهل الجنة؟ قالوا بلى.. قال: كل ضعيف مستضعف لو أقسم على الله لأبره.. ألا أخبركم بأهل النار؟ قالوا بلى.. قال: كل عتل جواظ –مختال فخور- مستكبر.


    وقال النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله أوحى إليه أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد.


    عن أبى الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم" (صحيح مسلم). وقال صلى الله عليه وسلم: "طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدمه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في المقدمة كان في المقدمة وإن كان في الساقية كان في الساقية".


    ومن المفروض أن نفرح بفضل الله أنه اصطفانا لأن نكون من عباده..

    روي أن عبدا من بني إسرائيل كان يصلي طوال الليل ثم دعا: "يا رب أنت نعم الرب وأنا نعم العبد"، فنام، وعندما استيقظ وجد عرقا في قدمه يؤلمه فلم يستطع أن يصلي بعدها، فعلم أن من فضل الله عليه أنه جعله بصحة ليعبده، فقال: يارب تبت إليك وعلمت أني أعبدك بفضلك.


    وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له إنك خير البرية فقال له النبى: إنه إبراهيم عليه السلام.

    فمن تواضع النبي أنه ذكر "سيدنا إبراهيم" وأبعد الفضل عن نفسه.
    أما عن تواضع الصحابة، فكان سيدنا "أبو بكر" في عهد النبي قبل الخلافة يذهب إلى القوم ليحلب لهم الغنم، فلما أصبح خليفة سمع بعض الجواري يقلن لم يعد هناك من يحلب لنا فظل "أبو بكر" بعد الخلافة يذهب إلى القوم ويعرض عليهم أن يحلب أغنامهم أو يأخذها يرعاها في الصحراء ثم يعيدها لهم.


    ولتعلم يا أخي أن الله خلقك في أحسن حال ومن أحسن أمة؛ أمة "محمد"، ومن نعمه عليك أن خلقك بسائل يحفظ عينك لا يتجمد مهما كانت درجة الحرارة، وخلق لك مصانع تصنع في جسدك مليونين ونصف مليون كرة دم حمراء في الساعة.


    قال علماؤنا حتى تحصل على حب الملوك: إن الملك لا يحبك إلا إذا أعطيته كلك، ولكن ملك الملوك عز وجل يذكرك إذا فكرت فيه, ويأتي إليك مهرولا إذا أتيته تمشي, ويعطيك قبل أن تسأله..





    يقول رب العزة: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين".
    ***
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    شكرا لك فله وجزاك الله خير الجزاء




    أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
    إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
    إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
    أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
    فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
    أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
    المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
    .. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
    وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة

  9. #9
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية "فلة"

    مملكة حـواء
    تاريخ التسجيل
    02 2010
    المشاركات
    16,014

    رد: التواضع

    بارك الله فيكم جميعاً

    شاكره ومقدره مروركم

    العطر

  10. #10
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أعشق الليل

    -

    القلم الثائر
    تاريخ التسجيل
    12 2009
    الدولة
    دُرُة المدائن
    المشاركات
    48,109

    رد: التواضع

    شح التواضع في هذا الزمان
    ولا اعرف على ما يتكبر البشر ومأواه التراب


    بارك الله فيك
    دمت بخير

  11. #11
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الفارو
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    المشاركات
    10

    رد: التواضع

    موضوع جميل بمعنى الكلمه وشكر على اختيارك للحديث عن التواضع ولكن بشكل مختلف
    وتعريف التواضع من أكثر من جانب زاد من قيمه الموضوع جدا
    جزاك الله خيرا وان شاء الله نقرى لك الاحسن والاحسن

  12. #12
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية روز أرسلان
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    الدولة
    قادمة من الجنة
    العمر
    35
    المشاركات
    2,379

    رد: التواضع

    و لا تمشي في الأرض الا تواضعا فكم تحتها قوم هم منك أرفع


    رااااائع ما كتبتي .... بارك الله فيك

  13. #13
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Hamsa
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    161

    رد: التواضع

    بارك الله فيك يالغاليه
    وجزاك الله خير

  14. #14
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية "فلة"

    مملكة حـواء
    تاريخ التسجيل
    02 2010
    المشاركات
    16,014

    رد: التواضع

    بارك الله فيك اخواني

    تقديري

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •