أنا راحل ..
نعم راحلٌ عنك سيدتي
حيث لم يعد قربك يشكل لي سوى
مزيد من العتق والنفور
سأنسف من خلفي الجسور
وسأخمد كل بركان بداخي يثور .
لم أعد آابه ، أكترث ، وسأتحرر ..
سأكسر القيود وأحطم الأغلال ..
سأمور وأتجبر ..
سأحرق صورِك ، وأمزق رسائلكِ ،
وسأدلق قارورة عطرك ،
وأمسح من ذاكرتي معالمك ..
وأشعلُ ناراً من حرقةٍ في صدرك تتوقد .
سأثور في وجه كل عاطفةٍ تلفحني ، أو ولـهـٍ يغالبني
أو ثمة حنين يقذف بي إلى غياهب سطوتك وأغلالك ..
وسأنتظر شمساً تشرقُ من غير جهتك ..
وأرفض أن أبقى مهدد .
أثور وأتوعد ..
سأنكفئ في أهداب كل حوريةٍ غجرية ،
وأرتمي في حضن كل ناعسةٍ نجلاء ،
وأرتشف من لما كل فاتنةٍ حسناء ،
وأعشق كل نساء الكون ..
ومن صدر كل مرهفةٍ .. أتنهد
منك سأفر .. وعنك سأتوارى
سأهجر مدنكِ وأقاطع عالمكِ
وأوقع قرار نفيك ..
ومع سبق الإصرار والترصـّـد .
* * *
وكل ذلك كل ذلك سيدتي :
لأروي ظمأ غروري ، وعنفوان غيرتي عليك
وأجدني ـ حقيقة ـ أنني :
كنت في كل خطوةٍ من خطواتي أفر منكِ إليك
وأنه لا شيئ أبداً يشبهك (أميرتي) أو يوازيك
وأنه لا شي يجبرني على إعادة ترتيب أوراقي
سوى عينيك ..
من أنا ..؟ وقد سكبتُ كل ملامحي لآخر قطرةٍ .. فيك ..
آهـٍ غاليتي :
كم أنا كسيرٌ ومتعب
ها أنا أصطلي ..
وبحرقتي أتلهب
وأنني بغير قربك ، غير عشقك
لا ولن أرغب .
* * *
(الفكرة مستوحاه )