.
الرّواية فنٌّ من فنونِ الأدبِ الرّئيسة , بدأت عندَ العرب في منتصفِ القرن التّاسع عشر الميلادي , وهذا لا يعني أنّ تاريخ العرب لم تتواجد به الرّواية ,
تواجدت أحاديث السّمار والحكايات الشّعبيّة
وقصص العذريين والقَصص الدّيني والفلسفيّ , أيضاً حضرت المقامات العربيّة بقوّة وكانَ لها الشّعبيّة الكبيرة كمقامات الهمذاني والزّمخشريّ في بدايات
فنّ القصّة والرّواية في الأدب العربي وهذا كانَ واضحاً في بعض المؤلفات للمحدثين ممّن اتخذوا من فنّ المقامة شكلاً فنيّاً .

أمّا بدايات تواجدها الفعليّة فهناكَ تشويش بين النّقاد في هذا , وكانت أوّل محاولة
عبارة عن نقل روايةٍ غربيّة إلى العربيّة بواسطة رفاعة الطّهطاوي .

الرّواية ديوان العرب .!
هذه المقولة قد تُعزى إلى الجهل بمكانة الشعر في حياة العرب فقد جعل الجبان شجاعاً والبخيل كريما والوضيع رفيعاً .. والعكس أيضاً
فنحنُ لا نُنكرُ مكانة الشّعر عند العرب , كما لا يمكننا أن نُنكر الرّواية وما وصلت إليه .
لعلّ الرّواية امتازت بالشّعبيّة عن طريق العولمة المتسارعة في العالم العربيّ والانفتاح الملحوظ الّذي أثّر على نفوس المجتمعات
هذا الانفتاحُ جعلنا غير معنيّين بالتقيّد الماثل في القصائد العموديّة على غرار التّحرر من التّقاليد السّائدة في المجتمعات وأعرافها .!

فنلاحظ في الأجيال الحاضرة معرفتها بالأدباء الرّوائيين أكثر من معرفتها بالشّعراء المعاصرين .
هذا لا ينفي عدم وجود البعض يهتمّ بهما وهؤلاء إمّا أصحاب دِراسةٍ أو وراثة الثقافة في بعض الأُسر , والقليلُ من جداً من الارتجالاتِ الفرديّة والذّاتية .
أمّا الأجيال السّابقة ممّن أعمارهم من الخمسين فما فوق , لا يزالونَ يهتمّونَ بالشّعر كأولويّة والرّواية كأمر ثانويّ على عكس الأجيال الحاضرة .




بدايةٌ جميلة لهذا التّجمّع الأدبي والرؤى والوجهات الواعية والمثقّفة .
أباركُ لكم هذه السّنة الحسنة .


ربّما أعودُ يا لوركا أنتَ والأحبّة




ودٌ يمتدّ









.