نحن بطبيعتنا كبشر نحتاج للجمال فى كل شىء ونبحث عن كل ماهو جميل ففى الروح الإنسانية عطش لا ينطفىء إلى الجمال وكل شىء فيه مظهر من مظاهر الجمال والنفس الإنسانية تحب الجمال وتتآلف معه ونحن وإن تضاربت أذواقنا في ما نحسبه جميلاً وما نحسبه قبيحاً
- أى أن عملية التمييز بين جمال الأشياء نسبية -
فإننا يجب ألا نغفل أن فى الحياة جمالاً مطلقاً لا يختلف فيه ذوقان.
ويقول دكتور مصطفى محمود فى كتابه "يوميات نص الليل" "أن البقاء للأجمل وليس كما يقول دارون البقاء للأصلح فمثلا يخرج من عائلة الوعول مخلوق كالغزالة الرقيقة على الرغم أن الوعول أكثر تحمل وقوة من الغزلان"- بتصرف-
والتجمل صفة يحبها الله سبحانه وتعالى فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ، قَالَ رَجُلٌ : إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ ، وَغَمْطُ النَّاسِ)) رواه مسلم
فاللبس الأنيق النظيف المتناسق جمال،والشعر المهذب جمال،والحجاب التى تلبسه المرأة يجعلها فى قمة الجمال،ووجهك المنير بعد الوضوء جمال،الوقوف بجانب الحق جمال ،الصبر فى مواجهة الأمور جمال ،الصراحة وعدم الكذب جمال ،وتفوقك ونجاحك فى عملك ودراستك جمال،والسماء الصافية تحت ضوء الشمس مع كمية قليلة من السحب جمال،والزهور ذات الرائحة الفيحاء جمال،وابتسامة الطفل الوليد جمال،وأن تحلم وتحاول أن تحقق حلمك جمال،وفى الأخير قلبك المنير الصالح لا يحمل حقد أو ضيق أو عتاب من أحد قمة وخلاصة الجمال فذلك ماهو إلا جمال للجوهر بغض النظر عن المظهر.
فالجمال عنصر أصيل عند النظر إلى الكون والحياة فليس الأمر متوقفاً عند تلبية الضرورات من طعام وشراب وملبس ومسكن وتناسل بل يتجاوز ذلك بتلبية شغفنا الدائم بتذوق الجمال والحاجة إليه.
منقول ..